تعهّد الملك تشارلز الثالث بأن يحذو حذو والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، وأن يعمل من أجل السلام في إيرلندا الشمالية.
وتحدث الملك تشارلز اليوم الثلاثاء مع قادة إيرلندا الشمالية السياسيين، وكان منهم أعضاء بأحزاب قومية يريدون استقلال إيرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة، وأن تصبح جزءً من جمهورية إيرلندا. وقال الملك الجديد إنه سيقتدي “بالمثال الناصع” لوالدته وسيسعى لرفاه الجميع في إيرلندا الشمالية.
وتثير الملكية البريطانية مشاعر متباينة في إيرلندا الشمالية، يعتبر البروتستانت الموالون للاتحاد أنفسهم بريطانيين، بينما يعتبر الكاثوليك القوميون أنفسهم أيرلنديين. وأججت الانقسامات السياسية والدينية ثلاثة عقود من العنف تورطت فيها جماعات شبه عسكرية من الطرفين وقوات الأمن البريطانية وقُتل فيها 3600 شخص.
من جهته، أشاد رئيس الجمعية الأيرلندية الشمالية، وهو أيرلندي قومي، في رسالة تعزية للملك تشارلز الثالث بدور الملكة إليزابيث الثانية في عملية السلام.
وقال أليكس ماسكي، العضو حزب “شين فين”، ضمن المراسم في بلفاست إن قدوة الملكة ساعدت في “كسر الحواجز وتشجيع المصالحة” في إيرلندا الشمالية.
ولم تشهد أيرلندا الشمالية سلاما قبل 1998 ولا يزال هشاً. ويخشى الوحدويون الأوفياء جداً للملكة إليزابيث الثانية أن تصبح قضيتهم، وهي الانتماء إلى المملكة المتحدة، مهددة أكثر من أي وقت مضى في أجواء سياسية يهزها بريكست والتقدم التاريخي للقوميين الجمهوريين وأنصار إعادة التوحيد مع جمهورية أيرلندا المجاورة.
ويفترض أن تكشف بيانات الإحصاء السكاني المقبل أنه للمرة الأولى في تاريخها الذي يمتد 101 عام، أصبحت غالبية سكان المنطقة التي تم إنشاؤها كمعقل بروتستانتي من الكاثوليك.
وفاز في انتخابات مايو حزب “شين فين” الذي كان الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي شبه العسكري الذي اغتال في 1979 لويس مونتباتن ابن عم الملكة اليزابيث ومرشد تشارلز.
كما رفض حزب “شين فين” الاعتراف بسلطة الملكية في إيرلندا الشمالية ولا يشغل مقاعده في برلمان ويستمنستر. وقاطعت نائبة رئيسه أونيل الإعلان الرسمي لتشارلز الثالث ملكاً الأحد في هيلزبورو.
وزارت إليزابيث الثانية بصفتها ملكة، إيرلندا 22 مرة ولعبت دوراً في عملية السلام بعد اتفاق 1998 الذي أنهى 30 عاماً من إراقة الدماء.