رغم العدائية الحادة بين روسيا وأميركا فإن خلف الأبواب المغلقة يختلف المشهد، إذ تجري مفاوضات دبلوماسية بين الطرفين لا يعرف عنها سوى القليل، وهو ما كشفته شبكة “CNN” الأميركية في خبر حصري ذكرت فيه أن فريقا دبلوماسيا أميركيا يتصدره حاكم نيومكسيكو السابق بيل ريتشاردسون كانوا في موسكو هذا الأسبوع، وعقدوا اجتماعات مع القيادة الروسية، لكن لم تتضح على الفور التفاصيل.
ويعمل ريتشاردسون الدبلوماسي والحاكم السابق لنيومكسيكو بشكل خاص نيابة عن عائلات الرهائن والمعتقلين، وتأتي الرحلة في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إطلاق سراح أميركيين اثنين صنفتهما وزارة الخارجية على أنهما محتجزان ظلما وهما: بريتني غرينر وبول ويلان.
وصرح متحدث باسم ريتشاردسون لشبكة “سي إن إن” يوم الثلاثاء بأنه “في هذه المرحلة لا يمكننا التعليق على ما يحدث”.
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت في منتصف يوليو أنه من المتوقع أن يسافر ريتشاردسون إلى العاصمة الروسية.
وردا على سؤال حول رحلة ريتشاردسون، قال مسؤول رفيع في إدارة بايدن، إن أي شخص “سيذهب إلى روسيا يكون مواطنا عاديا ولا يتحدث باسم حكومة الولايات المتحدة”، لكن إدارة بايدن اعترفت أنها تعمل على تأمين الإفراج عن غرينر وويلان.
وفي أواخر تموز، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تقدمت “باقتراح جوهري” لمحاولة تأمين الإفراج عن غرينر وويلان. وقالت مصادر إن الاقتراح تضمن مقايضة الأميركيين بتاجر الأسلحة المدان فيكتور بوت.
وأكد المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية، يوم الثلاثاء، أنهم قدموا “عرضًا مهمًا، ويتابعون هذا العرض بشكل مستمر”.
وعمل ريتشاردسون منذ فترة طويلة على إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في الخارج، ولعب دورًا في تأمين الإفراج عن أميركي آخر وهو تريفور ريد، وفقًا لمصدر مطلع.
وقال المسؤول الأميركي لشبكة “CNN”، إن أعضاء من مركز ريتشاردسون سافروا إلى موسكو في فبراير، في الأيام التي سبقت الحرب الروسية في أوكرانيا، للقاء القيادة الروسية.
وبعد تلك الزيارة، خرج مركز ريتشاردسون بانطباع واضح عما كان الروس على استعداد للقيام به، وتم إطلاق سراح ريد في صفقة تبادل أسرى خلال نيسان.
وفي الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، إن “حكومة الولايات المتحدة تواصل حث روسيا على الإفراج عن الأفراد المحتجزين ظلماً”.
وتابع، “كان واضحًا أن هناك اقتراحًا جوهريًا على الطاولة منذ أسابيع لتسهيل إطلاق سراحهم”.