مع اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران، كشفت واشنطن فجر السبت، عن أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة، وسط حملة لقمع التظاهرات المستمرة منذ أسبوع احتجاجاً على وفاة شابة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن قطع طهران الإنترنت محاولة “لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين”. وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان، إن الإجراء الجديد سيسمح لشركات التكنولوجيا “بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين”.
وأضاف، “مع خروج الإيرانيين الشجعان إلى الشارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني تضاعف الولايات المتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني”.
وتوسعت الاحتجاجات في إيران على مقتل مهسا أميني كما دعا المحتجون سكان العاصمة للخروج إلى الشوارع، وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق قوات الأمن النار على المحتجين في مناطق عدة.
وأعلنت منظمة “حقوق الإنسان الإيرانية” غير الحكومية، عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً على أيدي قوات الأمن. وأفادت المنظمة أن ارتفاع الحصيلة ورد بعد مقتل 6 أشخاص بنيران قوات الأمن في محافظة جيلان الشمالية مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بابل وآمل في شمال إيران أيضاً، مضيفة أن الاحتجاجات شملت نحو 80 مدينة منذ بدئها قبل أسبوع.
وشهدت إيران أسبوعاً من الاحتجاجات الدامية بعد وفاة أميني التي اعتقلت الأسبوع الماضي لارتدائها الحجاب “بشكل غير لائق” وفق مبررات السلطات في طهران.
وكانت الشابة الكردية البالغة 22 عاماً أمضت ثلاثة أيام في غيبوبة بعد أن احتجزتها شرطة الاخلاق.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها تتخذ إجراءات للسماح بالوصول إلى البرامج بما في ذلك أدوات مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة بالإضافة إلى خدمة مؤتمرات عبر الفيديو لدعم “وصول الشعب الإيراني إلى معلومات تستند إلى حقائق”.
وتابعت، “بهذه التغييرات نساعد الشعب الإيراني في أن يكون أفضل استعداداً لمواجهة جهود الحكومة في مراقبته والتضييق عليه”.
وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان، إن الاجراءات “ستوسع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين” لمساعدة “الشعب الإيراني على أن يكون أفضل تجهيزاً لمواجهة جهود الحكومة لمراقبته وفرض الرقابة عليه”.
وقد لا يكون تأثير هذه الخطوة فورياً كما أقر مسؤولو الإدارة الأميركية في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين لكن “بمرور الوقت، سيمنح ذلك للشعب الإيراني مزيداً من الأدوات للتعامل مع هذه الجهود القمعية من جانب الحكومة الإيرانية”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان منفصل، “قطعت الحكومة الإيرانية الوصول إلى الإنترنت عن معظم مواطنيها البالغ عددهم 80 مليوناً لمنعهم – والعالم – من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين”.
وأضاف أن واشنطن “ستساعد في ضمان عدم بقاء الشعب الإيراني في عزلة وجهل”.
وبعث أعضاء في الكونغرس، ديمقراطيون وجمهوريون، هذا الأسبوع رسالة إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين يحضونها فيها على تخفيف القيود المفروضة على خدمات الإنترنت لإيران “وتوضيح القواعد الخاصة بتوفير الخدمة للشعب الإيراني” و”تسريع جميع التراخيص ذات الصلة بالشركات بما في ذلك Starlink”.