في أروقة المقر الرئيسي للمخابرات المركزية الأميركية في لانجلي بولاية فرجينيا، كشف متحف الوكالة الذي تم تجديده أخيراً، على الرغم من أنه لا يزال مغلقاً أمام الجمهور، بعض التذكارات التي تم رفع السرية عنها في الآونة الأخيرة من أبرز العمليات التي قامت بها المخابرات منذ تأسيسها قبل 75 عاماً.
ولعل أهم تلك التذكارات إلى جانب بندقية زعيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن التي وجدت معه ليلة استهدافه، وسترة الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال إلقاء القبض عليه، نموذج مصغر يزيد طوله بقليل عن 30.5 سنتيمتر لمجمع في العاصمة الأفغانية كابل، حيث شنت طائرة مسيرة هجوماً أدى إلى مقتل زعيم التنظيم السابق أيمن الظواهري قبل شهرين فقط.
إذ وضع هذا المجسم الذي جسد مبنى من ثلاثة طوابق مع شرفة، وجدران مغطاة بالأسلاك الشائكة، إلى جانب عدد من المسدسات وكاميرات التجسس.
فيما أوضح مدير المتحف روبرت باير ، أنه استعمل سابقاً لأعلام الرئيس الأميركي جو بايدن بتفاصيل عملية الاستهداف هذه التي تمت في 31 تموز الماضي (2022) موجهة ضربة قاصمة للتنظيم.
كما أشار إلى أنه كان يستخدم خلال النقاشات التي جرت في البيت الأبيض أثناء التخطيط لعميلة الاغتيال التي نفذت عبر استخدام طيار ة مسيرة أطلقت صاروخين من طراز Hellfire ، من دون أن ينهار المنزل أو تؤدي إلى قتل أحد من أفراد المنزل باستثناء زعيم القاعدة.
من جهتها، أشارت جانيل نيزيس نائبة مدير المتحف إلى أنه “من غير المعتاد رفع السرية عن شيء ما بهذه السرعة”. وقالت، إننا “نستخدم تذكاراتنا لرواية قصصنا، لكي نكون صادقين وشفافين بشأن عمل وكالة المخابرات المركزية، مع أنه أمر صعب في بعض الأحيان”.
بندقية بن لادن وسترة صدام
إلى ذلك، تضمنت المعروضات، بندقية هجومية من طراز إيه كيه إم كان يحملها بن لادن في الليلة التي قتلته فيها فرق البحرية الأميركية في غارة على مجمع أبوت آباد بباكستان عام 2011 وسترة جلدية عثر عليها مع صدام حسين عندما تم اعتقاله عام 2003.
يشار إلى أن بعض هذه التذكارات متاحة للعرض على الإنترنت وتمثل جزءا من جهد أوسع لتوسيع نطاق التواصل والتجنيد من قبل الوكالة المحاطة بالسرية والمعروفة في بعض الأوساط بفضائحها بقدر نجاحاتها في مجال المخابرات.
وغالباً ما يقول مسؤولو “السي آي إي”، إن نجاحات الوكالة “سرية” لكن إخفاقاتها أحياناً علنية.