كشفت تقارير ميدانية عن اختفاء غامض للقوات الروسية والموالين لها من شوارع خيرسون، ونقلت عن سكان المدينة أن الجنود الروس والدوريات وحواجز التفتيش كلها أصبحت “فجأة” نادرة في وسط المدينة، في حين غادرها معظم السكان المدنيين.
وقالت إن العَلَم الروسي الذي كان مرفوعاً فوق المكاتب الحكومية منذ سيطرة قوات موسكو على خيرسون، في شباط الماضي، لم يكن موجوداً، الخميس، فوق المبنى الإداري الأساسي وفوق مقرّات حكومية أخرى. وليس واضحاً هل يعني هذا أن الروس يُخلون المدينة أم أنهم ينصبون فخاً للأوكرانيين.
وأصدر نائب حاكم خيرسون كيريل ستريموسوف، المُعيَّن من قِبل روسيا، عدة مناشدات مصورة للمواطنين يدعوهم إلى مغادرة الجزء من خيرسون الواقع على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. وقال إنه من المرجح أن تترك القوات الروسية الضفة الغربية من النهر، لأوكرانيا قريباً.
وأفادت معلومات “العربية”، اليوم السبت، بأن الدفاعات الأوكرانية أسقطت إحدى عشرة طائرة مسيرة من طراز “شاهد-136” أطلقتها روسيا، إضافة لصاروخين من صواريخ كروز أطلقا باتجاه العاصمة كييف.
وأضافت أن الجيش الأوكراني نفذ إحدى عشرة غارة استهدفت معاقل للقوات الروسية وسبعة مواقع لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، مشيراً إلى أن روسيا نفذت إحدى وعشرين غارة جوية وستين هجوماً براجمات الصواريخ، مستهدفة البنية التحتية للبلاد.
إلى ذلك ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تجري تدريبات في بيلاروسيا بسبب العجز في أطقم التدريب والذخيرة والمنشآت في روسيا.
وقالت الوزارة في تقرير إن روسيا تواجه صعوبات لتوفير التدريب العسكري لحملتها الحالية للتعبئة والتجنيد السنوي في الخريف.
ورجح التقرير أن المجندين الجدد تلقوا قدراً ضئيلاً من التدريب أو لم يتلقوا أي تدريب على الإطلاق.
وأضاف أنه تم نشر الضباط والمدربين من أصحاب الخبرة للمشاركة في العملية العسكرية الروسية القائمة حالياً في أوكرانيا منذ أواخر شباط الماضي.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، عن تخصيص 400 مليون دولار إضافية لأوكرانيا في صورة مساعدات عسكرية ولإقامة مقر للمساعدات الأمنية في ألمانيا، يتولى الإشراف على نقل كافة الأسلحة والتدريب العسكري لأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ، للصحفيين في البنتاغون، إن مركز القيادة الجديد المسمى منظمة المساعدة الأمنية لأوكرانيا هو برنامج دائم وطويل الأمد لمواصلة مساعدة كييف في قتالها ضد روسيا.
وأوضح البنتاغون أن الـ400 مليون دولار تشتمل على عقود لشراء 1100 طائرة مسيرة من طراز فونيكس غوست، وتمويل لتجديد 45 دبابة و40 قارباً نهرياً إضافياً، وغيرها.
ووفق البنتاغون، تموّل الولايات المتحدة تحديث دبابات “تي – 72” وصواريخ “هاوك” أرض-جو، كجزء من حزمة المساعدات العسكرية.
وفي التطورات الميدانية، أعلن نائب رئيس الإدارة الإقليمية لمنطقة خيرسون الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف، عن فرض حظر التجوال في خيرسون لمدة 24 ساعة.
هذا وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة إجلاء السكان من مناطق الحرب الأكثر خطراً في خيرسون، مشدداً على أهمية حماية المدنيين.
كما أشار بوتين إلى استمرار الاشتباكات في خيرسون التي تسيطر عليها روسيا.
وتعتبر منطقة خيرسون، التي وقع معظمها تحت سيطرة روسيا بعد فترة قصيرة من بدء الحملة العسكرية على أوكرانيا في 24 شباط، ذات أهمية استراتيجية، إذ تتحكم في الطريق البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم وجزء كبير من إمدادات المياه إليها. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014.
وتستعد الجيوش في كل من روسيا وأوكرانيا لطقس بارد وفترات أقصر من الضوء مما سيزيد الصعوبات اللوجستية ويؤثر في صحة الجنود ومعنوياتهم.
وسيؤثر الطقس السيء على روسيا وأوكرانيا في آن واحد ومن المرجح أن يبطئ من وتيرة القتال وأن يتراجع مستوى المعارك بنسبة الثلث في مثل هذه الحالات يصبح تشغيل المعدات أكثر صعوبة ويمكن إخفاء الألغام تحت الجليد وستزداد الحاجة إلى مزيد من الوقود للمولدات وحتى الرصاص يكون أبطأ لأن الهواء البارد أكثر كثافة من الهواء الدافئ كل ذلك يجبر التحركات العسكرية على أن تتغير حيث ستلجأ روسيا للضربات الجوية كبديل للتحرك البري، أما أوكرانيا وبفضل الإمدادات الغربية عقب مناشدتها الداعمين الغربيين بإمدادها بالأطقم والمعدات الشتوية ستكون على الأرجح أفضل تجهيزاً من الروس مقابل الدافع الكبير لجنودها للقتال.