ونحن على بعد ساعات من انطلاق مونديال قطر ٢٠٢٢ لا نستطيع إلا أن نتمنى كل التوفيق والنجاح المبهر للشقيقة قطر بهذا الإنجاز التاريخي الرياضي الذي سيسجل لها وللمنطقة العربية باستضافة هذا الحدث الذي سيشد أنظار كل الناس وحواسهم وحماسهم بمختلف أطيافهم في العالم.
أما طلب البعض مقاطعة هذا الحدث الرياضي وعدم تلبية الحضور الى دولة قطر بحجة المثلية الجنسية تحت مسمى “الحريات الشخصية”، فإن ربع الدول المشاركة في هذه البطولة تحرّم المثلية الجنسية وتجرّمها وتمنعها في بلدانها، ولعلها من أشهر الكلمات في هذا الزمان “إنها حريتي الشخصية”، وهذه العبارة صارت مبرراً لكثير من الأفعال في عصرنا الحالي، فما إن تجد أحداً يُهاجمه المجتمع على فعل قبيحٍ إلا ويدافع عن نفسه بأن هذا الفعل “حرية شخصية”، ويقول: “لم أؤذِ أحداً بهذا الفعل”، ولكن الحرية الشخصية تبقى مصانة ما لم تشكل اعتداءً على حريات الآخرين ومعتقداتهم وتقاليدهم.
والعادات هي أعراف تتوارثها الأجيال لتصبح جزءاً من عقيدتها، وتستمر ما دامت تتعلّق بالمعتقدات على أنّها موروث ثقافي، فهي تعبير عن معتقد معين، أمّا التقاليد فهي مجموعة من قواعد السلوك التي تنتج عن اتفاق مجموعة من الأشخاص وتستمد قوتها من المجتمع، وتدلّ على الأفعال الماضية القديمة الممتدة عبر الزمن، والحِكم المتراكمة التي مرّ بها المجتمع ويتناقلها الخلف عن السلف جيلاً بعد جيل، وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليداً، وتقتبس من الماضي إلى الحاضر ثمّ إلى المستقبل، فهي بمثابة نظام داخلي لمجتمع معين والمثل الشائع في بلادنا العربية هو “الغريب عليه أن يكون أديب”، وبالتالي إن حضور عشاق الساحرة المستديرة الى قطر والمرحب بهم طبعاً مع كل التسهيلات اللازمة للعمل على راحتهم ولمتابعة هذا العشق العالمي المسمّى مونديال والذي ينظم كل أربع سنوات، محكوم بضوابط بسيطة وهي احترام عادات الدولة الَمضيفة وتقاليدها وهذا واجب بإحترام أهل البيت المضيف وعاداتهم وتقاليدهم.
ويعد أبسط أمر ممكن أن يطلبه صاحب البيت من زواره، وبالتالي إن الدعوات المغرضة لمقاطعة مونديال قطر ما هي إلا زوبعة في فنجان، وها هو قطار المونديال سينطلق بإذن الله ولقطر ولأميرها ولحكومتها ولشعبها كل الاحترام والتقدير، لقد رفعتم هامتنا عالياً ورفعتم سقف التحدي إلى أبعد الحدود ولقد أعجزتم من سينظم من بعدكم.
كل الَمحبة والتقدير.