زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة ولقاء بايدن جاء نتيجة العلاقة القوية بين واشنطن وباريس وهذه العلاقة اكد عليها ماكرون في لقاء مع الجالية الفرنسية في الولايات المتحدة وهذه العلاقة من وجهة نظر ماكرون والمصالح الامريكية الفرنسية هي علاقة اقوى من اي شيء في ظل طموح الرئيس الروسي بوتين والذي جعل الولايات المتحدة مترابطة مع فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي من اي وقت مضى لمواجهة طموح بوتين وهذه المواجهة تحتاج إلى توافق في الرؤى الامريكية والاوروبية .
ماكرون يزور الولايات المتحدة لاول مرة منذ تولي الرئيس الامريكي بايدن وكان استقباله في البيت الابيض يؤكد حرص بايدن على العلاقات الامريكية الفرنسية وقوة الملفات التي تجمعهما والتي تمتد إلى الشرق الاوسط وافريقيا بالإضافة إلى تجاوز خلافاتهما المرتبطة بصفقات عسكرية وتجارية واستثمارات الولايات المتحدة في اوروبا والتي يراها الاوروبيون انها قد تشكل خطراً على تماسك اوروبا .
بايدن وماكرون تطرقا الى امور كثيرة ومنها التنافس الامريكي مع الصين والذي قد يؤثر سلبا على اوروبا وايضا تمت مناقشة ملفات تتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية والمظاهرات في إيران بالإضافة إلى قضايا اخرى تتعلق بالامن والسلم الدوليين .
اوروبا اليوم تواجه مشكلات عديدة تتعلق بالطاقة ونقص الإمدادات وارتفاع اسعار الطاقة ولذلك زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة هي لإيجاد سبيل للتعاون الامريكي حول موضوع الغاز المسال مع اوروبا خاصة ان امريكا تقف في وجه روسيا وتدعم اوكرانيا في مواجهة روسيا وتدعم حلفائها وشركاؤها الاوروبيون في الناتو لمواجهة الخطر الروسي على اوروبا ورغم محاولات الاوروبيون في تقوية العلاقات مع امريكا بعد ما ساءت في عهد إدارة الرئيس السابق ترامب يحاول بايدن والاوروبيون إصلاح ما تم افساده في عهد سلفه والواقع الروسي فرض عليهم واقعا جديدا يحتاج إلى تعاون قوي بين الولايات المتحدة واوروبا .
بايدن اعلن إنه مستعد للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا اوقف الحرب والرئيس الفرنسي رفض فرض املاءات على اوكرانيا في القبول باي تسويات لاتريدها اوكرانيا والموقف الامريكي واضح في دعم اوكرانيا ان الولايات المتحدة ستظل تدعم اوكرانيا في حربها وسوف تحاول تقديم كل الدعم من اجل اصلاح البنى التحتية والكهرباء من اجل التخفيف على الاوكرانيين من تاثير الشتاء عليهم في ظل استهداف روسيا الكهرباء في اوكرانيا واستخدام الشتاء كسلاح في الحرب .
الاجندة الامريكية والفرنسية اصبحت موحدة من اي وقت مضى وتجاوزت كافة الخلافات بينهما والبيان الامريكي الفرنسي كان واضحا فيما يتعلق بالصين وإيران والحرب في اوكرانيا ويبدو ان زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة سوف تؤدي إلى صفحة جديدة في العلاقات الامريكية مع فرنسا وسوف يزداد التعاون الامريكي الفرنسي في التجارة والاستثمارات لكن سوف تظل الحرب الروسية الاوكرانية اكبر تحديا يواجه الولايات المتحدة واوروبا بالإضافة إلى ان الولايات المتحدة اصبحت مطالبة بالدفاع مع دول الناتو عن اي خطر روسي يستهدف الحلفاء في الحلف ويبقى مسألة انضمام اوكرانيا وفنلندا والسويد امرا معلقا في ظل التهديد الروسي بان اي نشر لقوات الناتو في هذه الدول سوف يؤدي إلى ان تصبح دول الحلف في مرمى نيران روسيا .
السؤال الذي يمكن ان يسأله الجميع بعد زيارة ماكرون إلى الولايات المتحدة والنداء الامريكي لروسيا بوقف الحرب واستعداد بايدن للتواصل والاتصال مع بوتين ..هل يستجيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نداء الرئيس الامريكي بايدن بوقف الحرب والتخفيف من معاناة الاوكرانيين قبل مواجهة شتاء صعب ؟
هذا ما سوف تجيب عنه الايام القادمة