تعرفوا إلى “تاجر الموت” الخطير الذي بادلته موسكو بلاعبة تنس أميركية

9 ديسمبر 2022
تعرفوا إلى “تاجر الموت” الخطير الذي بادلته موسكو بلاعبة تنس أميركية

تصدر اسم الروسي فيكتور بوت، صفقة التبادل التي جرت بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بوساطة سعودية إماراتية، خلال الساعات الماضية، بعدما ارتبط اسمه بتجارة الأسلحة قبل القبض عليه واعتقاله من واشنطن.
وأكدت روسيا، اليوم الخميس، أنها تبادلت مع واشنطن لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر المسجونة بتهمة تهريب الماريوانا، مقابل تاجر السلاح الروسي الذي احتجز 10 سنوات في الولايات المتجدة.
تاجر الموت
وكان فيكتور بوت في السابق ضابطاً في سلاح الجو السوفياتي.
وهو يُعد سيئ السمعة لدرجة أنه ألهم هوليوود إنتاج فيلم عنه، كما منحته تلك السمعة لقباً مخيفاً هو “تاجر الموت”.
وقد ألهمت شخصية فيكتور بوت فيلم “أمير الحرب” الشهير الذي قام بدور البطولة فيه نيكولاس كيج في عام 2005. وفي نهاية الفيلم يهرب بطله.
ويُعتقد أن بوت سافر تحت أسماء مستعارة عدة، وانتقل عبر بلدان قبل ظهوره في روسيا عام 2003.
وفي العام نفسه، أطلق عليه وزير الخارجية البريطاني آنذاك بيتر هين لقب “تاجر الموت”.
وبعد قراءة تقرير عام 2003 عنه، قال هين: “بوت هو تاجر الموت الرئيسي الذي يوفر الطائرات وطرق الإمداد التي تنقل السلاح من أوروبا الشرقية، وبصورة أساسية من بلغاريا ومولدوفا وأوكرانيا إلى ليبيريا وأنغولا، ولقد كشفت الأمم المتحدة أن بوت يمثل مركز شبكة عنكبوتية من تجار الأسلحة المشبوهين وسماسرة الماس وغيرهم من الذين يدعمون الحروب”.
 
وخضع بوت لعملية تسليم من تايلاند للولايات المتحدة في عام 2010، إثر وقوعه في فخّ نصبته له وكالة مكافحة المخدرات الأميركية “دي إي أيه”.
فقد تظاهر عملاء من إدارة مكافحة المخدرات بأنهم ممثلون للقوات المسلحة الثورية في كولومبيا، المعروفة باسم “فارك”، التي صنفتها واشنطن إرهابية وتم حلها.
“عدوّنا واحد”
وزعم بوت أنه ليس إلا رائد أعمال في مجال النقل الدولي الشرعي، وأنه اتُهم ظُلماً بمحاولة تسليح متمردين في أميركا الجنوبية هم ضحايا مكائد سياسية أميركية.

لكن مزاعم بوت لم تقتنع بها هيئة محلفين في نيويورك. وقال المدعون إنه رد قائلاً: “عدونا واحد”.
وكان بوت يقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً بعد إدانته بتهمة تآمر لقتل أميركيين، بينهم مسؤولون في الحكومة، ولإدانته كذلك في الإتجار بصواريخ مضادة للطائرات، فضلاً عن مساعدة تنظيم إرهابي.
وبدأ بوت، وهو مواطن روسي ولد في طاجيكستان عندما كانت خاضعة للحكم السوفياتي، حياته المهنية في النقل الجوي في أوائل التسعينات من القرن الماضي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
ويعتقد أنه تخرج من معهد موسكو للدراسات العسكرية في أوائل التسعينات من القرن الماضي، وكان برتبة رائد في المخابرات السوفياتية “كي جي بي”.
ويقول الكتاب ” تاجر الموت” الذي صدر عام 2007، لخبيري الأمن دوغلاس فرح وستيفن براون، إن بوت وضع أساس أعماله باستخدام الطائرات العسكرية التي تركت في مطارات الإمبراطورية السوفياتية المنهارة في أوائل التسعينات من القرن الماضي.
مورد أسلحة  لـ”القاعدة” و”طالبان”
ويقال إن بوت، الذي كان يبلغ من العمر 45 عاماً عندما صدر الحكم ضده، بدأ شحن الأسلحة عبر سلسلة من الشركات الواجهة إلى المناطق التي مزقتها الحروب في أفريقيا.
وقد اعتبرته الأمم المتحدة مساعداً للرئيس الليبيري السابق تشارلز تيلور الذي أُدين في عام 2012 بتهم المساعدة والتحريض على جرائم الحرب خلال الحرب الأهلية في سيراليون.
وجاء في وثائق الأمم المتحدة أن “بوت رجل أعمال وتاجر وناقل للأسلحة والمعادن، دعم نظام الرئيس السابق تيلور في محاولة لزعزعة استقرار سيراليون والحصول على الماس بطريقة غير مشروعة”.
وزعمت تقارير إعلامية في الشرق الأوسط أنه كان مورد أسلحة لـ”القاعدة” و”طالبان”.
لكن بوت نفى في مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية عام 2009 نفياً قاطعاً التعامل مع “القاعدة” أو “طالبان”. لكنه اعترف بإرسال أسلحة إلى أفغانستان في منتصف التسعينات من القرن الماضي، قائلاً إن القادة الذين يقاتلون ضد حركة “طالبان” استخدموا تلك الأسلحة.
وزعم أنه ساعد الحكومة الفرنسية في نقل البضائع إلى رواندا بعد الإبادة الجماعية، ونقل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد قالت في تقرير عام 2005 إن بوت “أبرز رجل أعمال أجنبي يخرق حظر بيع الأسلحة عبر نقل أسلحة من دول كبلغاريا وسلوفاكيا وأوكرانيا”.
ويُزعم أنه قام بتسليح الجانبين في الحرب الأهلية في أنغولا، وقدم أسلحة لأمراء الحرب والحكومات من جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية إلى السودان وليبيا.