أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف تشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو، أنّه “لن يرفض الاعتراف باتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان”، نافياً في المقابل أن يكون اتفاق سلام”.
وأشار في حديث لموقع “العربية” الإنكليزي إلى أنّه “رأى فرقاً كبيراً بين الاتفاقيات القوية بين الدول ذات التفكير المُماثل وما يُسمّى بالاتفاقيات مع إيران ووكلائها التي عادة ما تُنتهك حتى قبل توقيعها”.
واعتبر أنّ “اتّفاق الترسيم، والذي وصفه سلفه يائير لابيد بـ”التاريخي”، “يتعارض مع تقليد طويل الأمد يتمثّل في عقد اتّفاقات تغيّر مطالب إسرائيل الإقليمية أو ممتلكاتها الإقليمية أو حتى مطالبها الاقتصادية”، مشدّداً على أنّه “سيفعل ما بوسعه لحماية المصالح الاقتصادية والأمنية الإسرائيلية”.
وأضاف، “أعتقد أنّني أظهرت أنّني أعرف كيف أفعل ذلك بمسؤولية، من دون مغامرة ومن دون تصريحات جامحة. أنا من ذوي الخبرة في ذلك”.
وعمّا إذا كانت إسرائيل “تنوي توقيع المزيد من الاتفاقيات التي ترعاها الولايات المتحدة مع الجيران المدعومين من إيران والاتفاقيات المدعومة من إيران في سوريا”، وما إذا كانت هذه الشائعات تعكس رغبات الإدارة الأميركية الحالية التي دفعت إسرائيل بشدّة للتوقيع على اتفاقية لبنان البحرية”، قال نتنياهو، “حسناً، لقد تم التوقيع. أعني، لم تتمّ الموافقة عليه، لكن تم التوقيع عليه. تقصد اتفاقيات أخرى؟ لا أعلم. سأطّلع عليها”.
وأشار إلى “قلقه” من أنّ “العائدات التي تأتي من البحر والتي يعتقد أنّها كانت لصالح لبنان بشدّة، لا تدعم لبنان بل تدعم حزب الله الذي لم يكن قوة عاملة من أجل السلام. لذلك ربما تقوم فقط بتمويل ترسانته العسكرية التي يمكن استخدامها ليس فقط ضدّ إسرائيل، لكن ضدّ آخرين في الشرق الأوسط (…) سأرى ما يمكنني القيام به لتخفيف أيّ ضرر أو لتأمين المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل”.
وحول ما إذا كان سينظر في “اتفاقية حول الحدود البرية”، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلّف أنّ “المفاوضات المستمرّة موجودة”، مشيراً إلى “تعديلات على الحدود، على كلا الجانبين، على مرّ السنين، وقد كانت تكتيكية”، ومضيفاً “لا أعتقد أنّ هناك مطالبة كبيرة بتحويل كبير، وليس تحوّلاً جادّاً”.
وتابع “عدم الاستقرار تحت الحدود اللبنانية الإسرائيلية لم يكن قائماً على هذا الادعاء أو ذاك بأنّ الحدود يجب أن تتحرّك كيلومتراً واحداً هنا أو كيلومتراً هناك. عدم الاستقرار ناتج عن أنّ هذه الحدود قد استولى عليها من الجانب اللبناني (حزب الله) الذي يدعو إلى القضاء على إسرائيل، وهو ما أدى إلى إغراق جنوب لبنان بعشرات الآلاف من الصواريخ، والتي تم إطلاق 10 آلاف منها على إسرائيل”.
وحول ما قيل عن أنّ “مطار بيروت أصبح الآن عرضة للضربات الإسرائيلية، بعد التسريبات الإسرائيلية عن قيام إيران بتهريب أسلحة عبر مطار بيروت إلى حزب الله”، قال نتنياهو إنّه من دون ما وصفه بـ”سقالات الدعم الإيراني عسكرياً وسياسياً ومالياً” لحزب الله”، “ينهار هيكل الحزب بأكمله، ومن دونها لا وجود لحكم له في لبنان”.
وسأل، “كيف نمنع تهريب السلاح إلى حزب الله أو إلى حماس؟، هناك طرق عدّة للقيام بذلك. هناك طرق عدّة فعلت بها حكومتي ذلك. غير أنّه لا يمكنني إخبارك بما يحدث في الأشهر الأخيرة. سأكون قادراً على الأقلّ على معرفة ذلك في غضون أسابيع قليلة، كما آمل، بمجرّد تشكيل الحكومة”.