أشادت السلطات العالمية بشجاعة الشعب الإيراني بعد مرور ثلاثة أشهر على انتفاضته الثورية ضد النظام، وأكدت عزمها على “مواصلة دعم المحتجين الإيرانيين، وضرورة محاسبة نظام طهران على قتل وإعدام وقمع المتظاهرين”.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، في مؤتمره الصحفي، إن “أنظار العالم تتجه إلى حالة حقوق الإنسان في إيران، وإن الإجراءات التي يتخذها النظام الإيراني ضد شعبه يجب ألا تمر من دون عقاب”.
كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء تصرفات النظام الإيراني في قتل المتظاهرين والاعتقالات الجماعية ومحاكم العرض وإصدار وتنفيذ أحكام الإعدام والعنف الحكومي ضد المرأة.
وأكد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن قضية إحياء الاتفاق النووي لا تهم الولايات المتحدة الآن، لأن واشنطن تشك في أي شيء تثيره طهران في ما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي موضوع آخر.
وعشية الشهر الثالث على مقتل مهسا أميني على يد ضباط دورية شرطة الأخلاق، كتبت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا، “كانت وفاة مهسا أميني الوحشية نقطة تحول. الرجال والنساء الذين يحتجون في شوارع إيران ألهموا العالم. نقف بجانبكم وسنبقى معكم”.
كما استذكر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الحادثة بالقول، “منذ ثلاثة أشهر في مثل هذا اليوم، ماتت مهسا أميني بعد أن اعتقلتها دورية شرطة الأخلاق، ومنذ ذلك الحين فرضنا عقوبات على أكثر من 40 مسؤولاً إيرانياً”. وأضاف، “إجمالاً، فرضنا عقوبات على أكثر من 300 شخص ومؤسسة، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني”.
في غضون ذلك، قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، إن إطالة أمد المظاهرات الإيرانية، وكذلك تمددها الواسع في مختلف الطبقات والأعراق والمجموعات الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد، جذب انتباه محللي منظمة “سي آي إیه”.
وأضاف رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، “عدد متزايد من الشعب الإيراني سئم تدهور الاقتصاد والفساد والقيود الاجتماعية والقمع السياسي والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية، وهذا على الرغم من حقيقة أن نظام طهران ليس لديه إجابة جيدة لمطالب الشباب من سكان هذا البلد”.
من ناحية أخرى، وصف مكتب السیناتور الجمهوري الأميركي ماركو روبيو حكم الإعدام بحق لاعب كرة القدم الإيراني أمير رضا نصر آزاداني، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات بـ”الظلم الرهيب” وأنه مؤشر على “القسوة اللامحدودة للنظام الإيراني”. وفي معرض إدانته لهذه الأحكام، دعا روبيو إلى الإنهاء الفوري لمفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
كما قالت الممثلة الإيرانية نازنين بنيادي في مقابلة مع شبكة سي إن إن، “من غير المفهوم لماذا، بينما يعيش أبناء مسؤولي النظام الإيراني بنعيم في دول ديمقراطية، لا يمكن للمتظاهرين أن يلجأوا إلى الغرب؟”.
ومع ذلك، يواصل كبار المسؤولين في إيران التأكيد على موقفهم بربط انتفاضة الشعب بالعوامل الخارجية.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، “الوضع في البلاد اليوم حرج. لقد نزل كل الأعداء في العالم إلى الميدان للقضاء على نظام الجمهورية الإسلامية”.
كما صرح ممثل خامنئي في مدينة “مشهد” أحمد علم الهدى، “كل الدنيا تحاربنا لأننا ننتظر ظهور الإمام المهدي المنتظر الغائب”.
وأضاف، “أرسلوا مجموعة من المرتزقات يخلعن الحجاب في الشارع حتی نتراجع، ونقول هذه هي إرادة الناس، أي ناس، يجب ألا نتراجع”.