على الرغم من أن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، قد أعلنت أنها نامت لأول مرة ومنذ فترة طويلة هانئة قريرة العين، عقب يوم من إعلان استقلالها، بيد أن الكثير من الشخصيات السياسية أكدوا أن اعتزالها للعمل السياسي مرده إلى تعرضها لـ”التشهير وسوء المعاملة”، وفقا لـ”الغارديان” البريطانية.
وكانت أرديرن قد أصدرت، أمس الخميس، إعلاناً صادماً بأنها لم تعد قادرة على مواصلة قيادة البلاد، وأنها ستتنحى في موعد أقصاه أوائل شباط ولن تسعى لإعادة انتخابها.
وقالت أرديرن، بتأثر إن الأعوام الخمسة والنصف التي أمضتها في رئاسة الوزراء كانت صعبة، وإنها مجرد بشر وتحتاج إلى الراحة.
وأضافت في مؤتمر صحفي، “هذا الصيف كنت آمل أن أجد طريقة للاستعداد ليس فقط لعام آخر بل لولاية أخرى، لكن لم أتمكن من ذلك، لا أملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى”.
وتابعت، “أعلم أنه سيكون هناك الكثير من النقاش عقب هذا القرار حول ما يسمى بالسبب الحقيقي للاستقالة، الجانب الوحيد المثير للاهتمام الذي ستجدونه هو أنني، وبعد المرور بست سنوات من التحديات الكبيرة هو أنني من البشر.. الساسة بشر. إننا نقدم كل ما في وسعنا لأطول فترة ممكنة، ثم يحين الوقت. وبالنسبة لي، لقد أزف الوقت”.
وتعقيباً على تلك الاستقالة، قالت الزعيمة المشاركة لحزب “الماوري” ديبي نجاريوا باكر، “إنه يوم حزين للسياسة، إذ تمّ طرد زعيمة بارزة من منصبها بعد تشخيص القضايا معها وتعرضيها للتشهير المستمر”.
وتابعت، “لقد قاومت مع عائلتها أبشع الهجمات على مدار العامين الماضيين، تعرضت خلالهما لأكثر أشكال الإهانة السياسية على الإطلاق”.
وفي نفس السياق، قالت رئيسة الوزراء السابقة هيلين كلارك، إن أرديرن واجهت هجمات “غير مسبوقة” خلال فترة ولايتها.
وأضافت، “الضغوط على رؤساء الوزراء كبيرة دائماً، ولكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والتدفق الإعلامي على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، واجهت جاسيندا مستوى من الكراهية والنقد اللاذع غير مسبوق في بلدنا”.
وزادت: “يمكن لمجتمعنا الآن أن يفكر بشكل مفيد فيما إذا كان يريد الاستمرار في تحمل الاستقطاب المفرط الذي يجعل السياسة أمرا غير جذاب بشكل متزايد”.
من جهتها، أوضحت مديرة مشروع التضليل الذي يراقب التطرف عبر الإنترنت في مركز الأبحاث “تي بينها ماتاتيني” كيت هانا، إن البرنامج شهد زيادة كبيرة في المواد المسيئة والتهديدات الموجهة إلى أرديرن، لافتة إلى أن ذلك قد يكون لعب دوراً كبيراً في قرارها اعتزال العمل السياسي.