في انتظار أن يُحسم موعدُ انعقاد الاجتماع الرباعي حول لبنان في فرنسا، ويضم واشنطن والرياض والدوحة وباريس، تشير مصادر فرنسية إلى أن التعويل اللبناني على اللقاء مبالَغ فيه لجهة تَوَقُّع الخروج بما يمكن أن يساعد على حل الأزمة السياسية التي يمرّ بها لبنان.
وتتحدث المصادر لصحيفة “الراي الكويتية” عن أن الاجتماع لايزال عند الهدف الأول منه أي تأمين المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي تصرّ عليه السعودية، المستمرّة في تحييد نفسها عن مقاربة أي ملف سياسي يتعلق بلبنان الذي يعيش منذ الأول من كانون الأول الماضي، شغوراً في موقع رئاسة الجمهورية استولد فوضى دستورية على أنقاض كارثة مالية ومصرفية ونقدية واجتماعية.
وعلى الرغم من أن باريس لا تنوي التخلي عن الاهتمام بالملف اللبناني وأن لدى إدارة الرئيس ايمانويل ماكرون إحاطة مختلفة بالتعاون مع جميع الأفرقاء اللبنانيين من دون تفرقة، إلا أن شركاءها في الاجتماع الرباعي المنتظَر، لديهم اهتمامات وشروط أخرى تتعلق بلبنان وبإيران وتداعيات ما يجري من العراق الى اليمن وسوريا ولبنان.
ومع الاهتمام الداخلي بهذا الاجتماع الذي تتعامل معه باريس على أنه تقني إنساني، فإن الواقعيةَ تفترض الكلامَ عن أن مثل هذا اللقاء لن يحمل تأثيراتٍ سياسيةً كبيرة، في مرحلة الانشغال الأوروبي بانهيارٍ متزايدٍ ربْطاً بالحرب الأوكرانية – الروسية والمتابعة الحثيثة للأزمة الاقتصادية المتفاقمة في الدول التي ترزح تحت وطأة تداعيات هذه الحرب.