الحرب أعطت المجتمع الخبرة والمقدرة على التحرك السريع في الساعات الأولى للزلزال –

17 فبراير 2023
الحرب أعطت المجتمع الخبرة والمقدرة على التحرك السريع في الساعات الأولى للزلزال –


لفت رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا، إلى أنه “إذا كانت الحرب قد استنزفت واستنفذت الكثير من الموارد الوطنية وأضعفت الإمكانيات لمواجهة المزيد من الأزمات، فهي نفسها التي أعطت المجتمع السوري الخبرة والمقدرة على التحرك السريع والفعال في الساعات الأولى للزلزال”.
وأشار الأسد الى أن “حجم تلك الكارثة والمهامُ المناطة بنا جميعاً أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة، لكن ما تمكن مجتمعنا من القيام به بأفراده ومؤسساته كان أيضاً أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة”.
وقال، إنه “لم يعوض نقاط الضعف سوى الاستجابة العالية والسريعة من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، متطوعين بأعمال الإنقاذ أو متبرعين بمساعدات عينية أو مالية مقيمين أو مغتربين، حاولوا بكل الطرق كسر الحصار لإيصال أي مقدار ممكن لمساعدة أخوتهم المنكوبين.”
وأوضح أن “المساعدات العاجلة التي وصلت من الدول الشقيقة والصديقة شكلت دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذِ الكثيرِ من المصابين”.
وأضاف، أن “ما سنواجهه على مدى أشهر وسنوات من تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية لا يقل أهمية عما واجهناه خلال الأيام الأولى، وهو بحاجة للكثير من التفكير والحوار والتكافل والتنظيم، لدى مختلف القطاعات الوطنية”.
وأشار الى أنه “قد يبدو المشهد معقداً وقد يكون من الصعب الفرز بين الأسباب المؤدية لكل مشكلة من المشكلات على حدة، لكنه يعطينا بالمقابل فرصةً لحل تلك المشكلات المتراكمة بشكل مترابط، وهذا يعني أن ننتقل من معالجة سلبيات الظروف الطارئة، إلى إضافة إيجابيات المعالجة الشاملة”.

وتابع، “عندما تتعرض المجتمعات للزلازل بأنواعها، جيولوجيةً كانت، سياسية، عسكرية، ثقافيةً اجتماعية، أم غيرها من الهزات العنيفة، فلا بد لها أن تفقِد شيئا من استقرارِها، لاهتزاز ضوابطها المؤسسية والاجتماعية، من قوانينَ وأنظمة، ومن مفاهيمَ وأعرافٍ وأخلاقيات… وهذا يؤدي بدوره لظهور السلبيات الموجودة أساساً، لكنها كامنة أو محدودة بفعل تلك الضوابط”.
واعتبر أن “الحماس والاندفاع لمعالجة تلك المظاهر التي تطفو على السطح في الأزمات ضروري، شرط أن يرتكز على الحكمة والوعي وعلى الحقائق لا على المبالغات أو الأوهام فلنبحث عن الحقيقة بدلا من تسويق الشائعة”.
وتساءل، “هل يمكن أن ننسى أولئك الذين استنفروا غِيرة وحرصاً للدفاع عن الصورة الحقيقية لمجتمعنا في وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، ولم يسمحوا للصورة المشوهة التي حاول البعض تسويقها المساس بسمعتنا كمجتمع، للأخلاق فيه وللتعاضد والغيرية القيمة الأعلى على المستوى الفردي والجماعي”، مضيفاً “محبة الوطن وخدمته والدفاع عنه من قبل أي منا هو واجب لا يستدعي الشكر”.
وثمّن الأسد الدول التي وقفت مع سوريا في مصابها قائلاً، “في خضم ألمنا وحزننا على الضحايا وفخرنا بأبناء وطننا لا يفوتنا تقديم الشكر لكل الدول التي وقفت معنا منذ الساعات الأولى للكارثة، من أشقاءَ عربٍ ومن أصدقاء”.
واعتبر أن “أهم وأول ما نتعلمه من هذه التجرِبة القاسية وقد تمكنا مع بعضنا البعض بمختلف أطيافنا وقطاعاتنا من التغلب على ظروفنا وقلة إمكانياتنا هو الإيمان بقدراتنا الذاتية الكبيرة والإيمان أن تعاضدَنا هو الذي يفعلها، وأن تشتتَنا هو الذي يخمدها”.​