يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، برحلة إلى آسيا الوسطى في مطلع الأسبوع المقبل، سعيا لطمأنة الجمهوريات السوفياتية السابقة التي أقلقتها الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن النفوذ التاريخي لروسيا فيها يحد من حجم التعاون.
وبعد أيام من مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، سيعقد بلينكن محادثات، الثلاثاء، في كازاخستان ثم في أوزبكستان، على أن يلتقي في العاصمة الكازاخستانية أستانا وزراء خارجية الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى.
وقال، كبير مسؤولي وزارة الخارجية لشؤون جنوب آسيا دونالد لو، إن “الولايات المتحدة تدرك أن الدول الخمس لن تنهي علاقاتها مع روسيا ولا مع الصين المجاورة التي تعزز وجودها في المنطقة. لكنه أوضح أن بلينكن يريد إظهار أن الولايات المتحدة شريك يمكن الاعتماد عليه ومختلف عن موسكو وبكين”.
وأضاف لو “لدينا ما نقدمه من حيث الالتزامات الاقتصادية، لكن لدينا أيضا ما نقدمه من حيث القيم التي نطرحها”.
لكن هذه المهمة لن تكون سهلة. يقول دبلوماسيون وخبراء إن “قادة آسيا الوسطى يجدون أنفسهم في وضع صعب بسبب الاتفاقات الأمنية مع موسكو والنفوذ الأمني والاقتصادي الكبير لروسيا”.
وامتنعت الدول الخمس عن التصويت الخميس على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بانسحاب “فوري” للقوات الروسية من أوكرانيا.
تقيم كازاخستان التي تتشارك مع روسيا حدودا تمتد على 7500 كيلومترا، العلاقات الأكثر تعقيدا مع موسكو.
وكانت البلاد مراعية لحقوق الأقلية الروسية الكبيرة، خصوصا بعدما ذكر الرئيس فلاديمير بوتين الدفاع عن الناطقين بالروسية بين أسباب غزو أوكرانيا.
وفي نهاية تشرين الثاني، سافر رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الذي سيلتقي بلينكن، إلى موسكو لمقابلة بوتين حيث أعاد تأكيد الشراكة مع روسيا.
لكنه تحدث أخيرا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحضّ على إنهاء الحرب عن طريق التفاوض بناء على القانون الدولي، فيما استقبلت كازاخستان عشرات آلاف من الروس الفارين من التجنيد الإجباري.
من جهته، أثار رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن، ضجة في تشرين الأول عندما انتشر مقطع فيديو له يعاتب بوتين علنا في اجتماع إقليمي، متّهما روسيا بتجاهل مصالح دول آسيا الوسطى.
كما ترى الولايات المتحدة بصيص أمل في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان التي طالما كانت مصدر قلق في هذه البلدان التي حكمها تاريخيا رؤساء استبداديون.
وأشار لو على سبيل المثال إلى “إدانة شرطيين مؤخرا في كازاخستان لاتهامهما بالتعذيب خلال اضطرابات العام الماضي، وكذلك إلغاء أوزبكستان العمل القسري للأطفال في حقول القطن”.
لكنّ الحرب في أوكرانيا ليست الأزمة الدولية الأولى التي تتسبب بتسليط الضوء على آسيا الوسطى. فقد أدّت أوزبكستان دورا كبيرا في دعم الجيش الأميركي في حربه في أفغانستان التي أنهاها الرئيس جو بايدن في العام 2021.