الـ”ناتو” يخطط لتسريع الانتشار العسكري على حدوده مع روسيا –

19 مارس 2023
الـ”ناتو” يخطط لتسريع الانتشار العسكري على حدوده مع روسيا –

​يعتزم حلف شمال الأطلسي “ناتو” وضع خطط جديدة لتسريع جهوده الخاصة بنشر معدات عسكرية وعشرات الآلاف من القوات على طول حدوده الشرقية مع روسيا، بحيث يمكن أن توفر المساعدة خلال فترة قصيرة، وسط توقعات بألا يفي جميع الأعضاء بوعودهم بالمساهمة في هذه الخطط.
وذكرت مجلة “بوليتيكو”، أمس السبت، أنه من أجل تحقيق ذلك فإنه يجب على “الناتو” إقناع الدول الأعضاء بالمساهمة في الخطة بعدة عناصر مختلفة، بما في ذلك الجنود، والتدريبات، والبنية التحتية الأفضل، والأهم من ذلك توفير كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والذخيرة باهظة الثمن.
ونقلت المجلة عن أحد كبار المسؤولين العسكريين في حلف الـ”ناتو”، “أعتقد أننا بحاجة إلى العديد من القوات لمواجهة روسيا، مع ضرورة وجود المزيد من القوات التي تكون في حالة استعداد”.
فيما ذكر مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي لسياسة الدفاع هينريتش براوس، أن المرحلة الأولى، والتي قد تتكون من حوالي 100 ألف جندي، على استعداد للتحرك في غضون 10 أيام، من بولندا والنرويج ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، كما أنها قد تشمل أيضاً مجموعات قتالية متعددة الجنسيات، والتي أنشأها التحالف بالفعل في الجناح الشرقي.
ولفتت المجلة إلى أنه في ظل شعور بعض الدول الأعضاء بالقلق بالفعل بشأن مخزوناتها من الذخائر، فضلاً عن زيادة حاجة أوكرانيا إلى المزيد من القذائف والأسلحة من الحلفاء، فإن الـ”ناتو” سيواجه خطر ألا يفي جميع حلفائه بوعودهم بالمساهمة في خططه الجديدة.
كما رأت المجلة أن هذا الأمر قد مثَّل تحدياً لـ”الناتو” في الماضي، كما أنه يمثل تحدياً يخشى الخبراء من أن يصبح مشكلةً مستمرةً للتحالف الغربي، مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني.
وبحسب المجلة، فإنه على الرغم من وضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خططاً للحصول على المزيد من الأسلحة بشكل سريع، فإن عملية إعادة التخزين ستستغرق وقتاً لا محالة.
وتوقعت المجلة أن يتعارض ذلك مع تطلعات الـ”ناتو”، إذ سيقدم القادة العسكريون هذا الربيع خطط الدفاع الإقليمية المحدثة، التي تهدف لتوضيح كيفية حماية الحلف لمواطنيه البالغ عددهم مليار نسمة.

وأضافت أن أعداد القوات المتوقع نشرها ستكون كبيرة، إذ يتحدث المسؤولون عن الحاجة إلى إرسال ما يصل إلى 300 ألف جندي من قوات الناتو، من أجل نجاح الخطة الجديدة، وهذا يعني الحاجة إلى الكثير من التنسيق بين الأعضاء.
كما أشارت المجلة إلى أن قوات المرحلة الثانية ستقوم بدعم هؤلاء الجنود، كما تكون جاهزة للانتشار من دول مثل ألمانيا في فترة تتراوح بين 10 إلى 30 يوماً.
واعتبرت “بوليتيكو” أن هذه العملية قد تكون صعبة، لأن التحرك بسرعة كبيرة يتطلب وجود الكثير من الأشخاص والمعدات والتدريب، وكذلك الكثير من المال، مشيرة إلى أنه سيتعين على بعض الجيوش تكثيف جهود التجنيد، كما أنه على العديد من الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي، فيما سيتوجب على الجميع شراء مزيد من الأسلحة والذخيرة والمعدات، وذلك في حال تمكّنت البلدان من العثور على شركات لإنتاج الرصاص عالي الجودة بسرعة.
ووفقاً للمجلة، فإنه بمجرد انتهاء الـ”ناتو” من وضع الخطط العسكرية الجديدة، فإنه سيُطلب من الدول الأعضاء المشاركة فيها، وتوفير القوات والطائرات والسفن والدبابات للمساهمة في أجزاء مختلفة من الخطط. وسيواجه الـ”ناتو” اختباراً هذا الصيف، عندما يجتمع زعماء الدول الأعضاء في ليتوانيا، بحسب المجلة.
وقال مسؤول عسكري كبير في الـ”ناتو”، “سنطلب من الدول ما نحتاجه لجعل الخطط قابلة للتنفيذ، وذلك بناءً على النتائج التي توصّلنا إليها”، معرباً عن اعتقاده أن “الجزء الأصعب هو شراء المعدات”.
وأشارت “بوليتيكو”، إلى أن بعض حلفاء الناتو أقروا بالفعل بأن تلبية احتياجات الحلف تتطلب إنفاقاً أكثر بكثير، كما أن مسألة مدى الجاهزية تمثل نقاشاً مثيراً للجدل فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.
كما سيواجه الحلف مشكلة أخرى فيما يتعلق بمدى توازن مشاركة الدول في الخطط، إذ يتوقع المسؤولون والخبراء أن تأتي غالبية القوات عالية الجاهزية من حلفاء أوروبيين، ولكن هذا يعني أن العواصم الأوروبية ستحتاج إلى تكثيف الجهود، بينما ستكون لدى واشنطن الفرصة للتفكير في كيفية مواجهة التحديات التي تواجهها من الصين، حسب “بوليتيكو”.​