عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ في موسكو، لقاء قمة ثنائياً قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفدين الروسي والصيني.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “العلاقات الصينية الروسية تجاوزت كونها علاقات ثنائية، وهي ذات أهمية كبيرة للنظام العالمي”، مشدداً على أن “العلاقات الروسية-الصينية القائمة على شراكة شاملة وتعاون استراتيجي، تدخل عصراً جديداً”.
وقال، “لخصنا أنا والرئيس بوتين معا نتائج تطور العلاقات الثنائية على مدى السنوات العشر الماضية واتفقنا على أن العلاقات الصينية الروسية تجاوزت العلاقات الثنائية، وهي ذات أهمية حيوية للنظام العالمي الحديث ولمصير البشرية”.
كما أشار الرئيس الصيني إلى أن “الصين تتمسك بموقف موضوعي وغير متحيز بشأن الأزمة الأوكرانية، وتعمل بنشاط على تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات لحلها”.
وأضاف، “في الشهر الماضي، نشرت الصين موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. وأود أن أؤكد أنه فيما يتعلق بهذه التسوية، فإننا نسترشد بشدة بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونلتزم بموقف موضوعي ومحايد، وبفاعلية تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات. موقفنا مبني على جوهر القضية والحقيقة. نحن دائما مع السلام والحوار، ونحن نقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ”.
وأكد بيان مشترك وزعه الكرملين، أن “روسيا والصين تؤيدان الحفاظ على القطب الشمالي كمنطقة سلام وتعاون بناء”. وتطرق إلى “علاقات روسيا والصين مع الدول العربية”، وأكد “دعم موسكو وبكين سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا وليبيا”.
وأردف البيان، “تدعم الأطراف سيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا، وتسهم في تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة، ينظمها وينفذها السوريون أنفسهم. ويدافع الطرفان عن حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضي ليبيا، والمساهمة في تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة، ينفذها ويقودها الليبيون أنفسهم كذلك”.
وأكد “محاولة استبدال مبادئ القانون الدولي وقواعده المعترف بها بشكل عام أمر غير مقبول، كما أكد البيان أن روسيا والصين تعارضان فرض دولة واحدة لقيمهما على دول أخرى، مؤكدين عدم وجود شيء يسمى بديمقراطية أعلى”.
ودعت روسيا جمهورية الصين الشعبية، حلف شمال الأطلسي إلى احترام سيادة الدول الأخرى ومصالحها، مؤكدين على أن بكين وموسكو تعارضان التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية”.
وأكد البيان أن “العلاقات الروسية الصينية وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخهما، من الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي، التي تدخل عهدا جديدا، بفضل الجهود المستمرة للأطراف، وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخها وتواصل التطور تدريجيا”.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ “إن روسيا والصين ستساهمان في الانتعاش الاقتصادي في فترة ما بعد الوباء، ويضمنان الأمن الغذائي”.
وأضاف “سنساهم في انتعاش الاقتصاد العالمي في فترة ما بعد الجائحة، وبناء القوة البناءة في تشكيل عالم متعدد الأقطاب وتحسين نظام الحوكمة العالمية، وتقديم مساهمة أكبر في الأمن الغذائي العالمي، وأمن الطاقة، والاستمرارية لسلاسل التوريد”.
وأشار البيان إلى أن “العلاقات بين روسيا والصين ليست تحالفاً عسكرياً ومواجهة، وليست موجهة ضد دول أخرى”.
وأضاف، “العلاقات بين روسيا والصين، رغم أنها ليست تحالفا عسكريا سياسيا، مشابها للتحالفات التي أقيمت خلال الحرب الباردة، تتفوق على هذا الشكل من التفاعل بين الدول، في حين أنها ليست ذات طبيعة تكتلية ومواجهة وليست موجهة ضد الغير”.
وتطرق البيان إلى أن “العلاقات بين روسيا والصين ناضجة ومستقرة ومكتفية ذاتيا، وصمدت في وجه الوضع الدولي المضطرب ولا تخضع لتأثير خارجي”.
وأوضح ان “العلاقات الروسية الصينية ناضجة ومستقرة ومكتفية ذاتيا وقوية، وقد صمدت أمام اختبار وباء كوفيد-19، والوضع الدولي المضطرب، ولا تخضع لتأثير خارجي، وتظهر حيوية وطاقة إيجابية. الصداقة بين البلدين الشعوب، التي تنتقل من جيل إلى جيل، لديها أساس قوي، التعاون الشامل بين الدولتين له آفاق أوسع. روسيا مهتمة بصين مستقرة ومزدهرة، والصين مهتمة بروسيا قوية وناجحة”.
وشدد على أن “روسيا والصين ضد سياسة القوة، والتفكير في الحرب الباردة، والمواجهة بين المعسكرين (الغربي والشرقي)”.
وأشارت روسيا والصين إلى “المساهمة الإيجابية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في إمكانية تطوير التعاون بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي وجمهورية الصين الشعبية لضمان السلام والاستقرار”.
ولحظ الطرفان “المساهمة الإيجابية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في ضمان الأمن الإقليمي. ويلاحظان إمكانية تطوير التعاون بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي والصين من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة”.
كما أكدا “حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويدعمان دول المنطقة في تعزيز الاستقلال الاستراتيجي وحل المشكلات المستعصية من خلال الحوار والمشاورات، ويعارضان التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.
ورحبا بـ”تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران الذي تحقق من خلال الحوار”.
وأعربت روسيا والصين عن قلقهما بشأن “الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وتحثان جميع الأطراف على التحلي بالهدوء وضبط النفس”.
وأشارت روسيا إلى أنها ستدرس مبادرة الحضارة العالمية للجانب الصيني. وأضافت، “الجانب الروسي يولي أهمية كبيرة وسيدرس باهتمام مبادرة الحضارة العالمية للجانب الصيني.