أدان الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، “تهديد مسؤول روسي رفيع باستخدام القوة ضد المحكمة الجنائية الدولية والدولة المضيفة لها هولندا، وذلك بعد إصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
واستنكر الاتحاد في بيان، “الإجراءات التي أعلنتها روسيا ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وقضاتها، في إشارة إلى إعلان لجنة تحقيق روسية إقامة دعوى جنائية ضد مدعي الحكمة والقضاة”.
وأكد الاتحاد الأوروبي “دعمه الكامل للمحكمة”، متعهدا “بالدفاع عنها ضد أي تدخل خارجي يهدف إلى عرقلة سير العدالة وتقويض النظام الدولي للعدالة الجنائية”.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة (تاس) الروسية عن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف قوله، إن “اعتقال أي دولة لبوتين بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية سيكون بمثابة إعلان حرب”.
كما لوح ميدفيديف يوم الاثنين الماضي باستهداف مبنى المحكمة الجنائية في لاهاي بضربة صاروخية، قائلاً “يمكننا أن نتخيل صاروخ أونيكس فرط صوتي أطلق من سفينة حربية روسية في بحر الشمال وهو يضرب مبنى المحكمة في لاهاي. لا يمكن إسقاطه مع الأسف”.
وعن احتمال اعتقال بوتين، قال ميدفيديف لوسائل الإعلام الروسية “لنتخيل، من الواضح أن هذا أمر لن يتحقق أبداً، نعم – لكن مع ذلك، دعونا نتخيل أنه تحقق، وصل الرئيس الحالي لدولة نووية إلى أراضي ألمانيا، على سبيل المثال، وتم اعتقاله، ما هذا؟ إعلان حرب على روسيا الاتحادية! وفي هذه الحالة، ستطير جميع وسائلنا إلى البوندستاغ، وإلى مكتب المستشار، وما إلى ذلك”.
وتعليقا على تصريحات وزير العدل الألماني، ماركو بوشمان، أن برلين ستكون ملزمة بالامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية واعتقال الرئيس الروسي إذا وصل إلى الأراضي الألمانية، قال ميدفيديف “هل يفهم أن هذا سبب كاف للحرب، إنه إعلان الحرب؟ أم أنه درس بشكل سيئ؟”.
وأوضح ميدفيديف أنه “يعتقد أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يخلق دوافع سلبية هائلة على خلفية علاقات موسكو السيئة بالفعل مع الغرب”، مضيفاً “علاقاتنا، في الواقع، سيئة جدا مع العالم الغربي، وربما لم تكن في تاريخها أسوأ مما هي عليه الآن، حتى في الوقت الذي ألقى فيه تشرشل خطاب فولتون، كانت أفضل، وهنا، وفجأة يتخذون مثل هذا القرار فيما يتعلق برئيس دولتنا”.
في سياق آخر، قال ميدفيديف إن “الولايات المتحدة الأميركية هي الآن دولة معادية وتحاول إحداث أكبر ضرر ممكن لروسيا. وأشار في الوقت نفسه إلى أن أميركا، على عكس دول الاتحاد الأوروبي، لديها “موقف ثابت، وتحاول إلحاق أكبر قدر من الضرر بنا، وتقسيم البلاد قدر الإمكان”.
واعتبر ميدفيديف أن “القادة الأوروبيين غير قادرين على اتخاذ قرارات لصالح الأوروبيين لكنهم يتخذونها إما لصالح مجموعات سياسية مستقلة تتنافس مع بعضها بعضا، أو لصالح الأميركيين”.
كما أكد أن “روسيا تتمتع بتفوق في مجال الأسلحة النووية، ولولا ذلك لكانوا مزقوها”، حسب تعبيره.
هذا وأعلن عن ميدفيديف أن “موسكو ستنشئ قريباً خط إنتاج مكتملا للطائرات المسيرة”، قائلاً “أنا متأكد من أنه سيكون لدينا خط إنتاج مكتمل للطائرات المسيرة في المستقبل القريب”.
