على الرغم من الهدنة التي أعلن كل من الطرفين المتقاتلين في السودان الالتزام بها، فإنها لم تصمد مساء أمس سوى ساعات قليلة.
إذ سرعان ما تفجرت الاشتباكات مجدداً في العاصمة الخرطوم بين قوات الدعم السريع والجيش، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤولية.
يوم خامس
وصباح اليوم الأربعاء، أيضا تواصلت المواجهات لليوم الخامس على التوالي، فيما دوت انفجارات في محيط القيادة العامة وسط الخرطوم، وتصاعدت أعمدة الدخان.
كما سمع تبادل لإطلاق النار بين الجيش والدعم السريع في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون.
كذلك اندلعت اشتباكات قوية في معسكر كافوري التابع للدعم السريع في الخرطوم بحري.
انفجارات بمحيط القيادة العامة
في حين حلقت طائرة من سلاح الجو السوداني في شمال أم درمان.
تأتي تلك التطورات الميدانية فيما خرجت عشرات المستشفيات عن الخدمة في العاصمة، جراء الاقتتال وتقطع سبل إدخال المساعدات والإعانات الطبية، وسط ارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 144 قتيلاً.
وتعهّد الطرفان المتقاتلان أمس بالالتزام بهدنة (اقترحتها الولايات المتحدة) لمدة 24 ساعة تبدأ اعتبارا من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، إلا أنها سرعان ما أجهضت مع تجدد الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش السوداني.
استعدا قبل أسابيع
يذكر أن هذا الاقتتال الدامي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق السبت الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.
لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.
إلا أن مصادر مطلعة كانت أكد سابقا أن “الطرفين بدآ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع”.