أكدت منظمة الصحة العالمية، أنه “بمناسبة أسبوع التمنيع العالمي، الذي يحتفل به سنويا في الأسبوع الأخير من شهر نيسان، ستطلق بالتعاون مع شركاء عالميين، حملة “التدارك الكبير” – وهي مبادرة تمتد عاما واحدا، وتنشد تحقيق ثلاثة أهداف:
أولا، تحقيق التدارك، أي الوصول إلى الأطفال الذين فاتهم الحصول على تطعيماتهم الروتينية.
ثانيا، استعادة التغطية، أي العودة إلى مستويات التغطية لعام 2019 على أقل تقدير للأطفال المولودين في عام 2023.
ثالثا، تعزيز نظم التمنيع في إطار الرعاية الصحية الأولية”.
وأضاف البيان، “وفي إقليم شرق المتوسط، وتحديدا في الفترة بين عامي 2000 و2021، أدت حملات التطعيم ضد الحصبة إلى تجنب حدوث 10 ملايين وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، غير أن انقطاع تقديم التمنيع الروتيني في أثناء جائحة كوفيد-19 أخر العالم ثلاثين عاما عن إحراز أي تقدم في تمنيع الأطفال. ولم يتلق أكثر من 6.5 ملايين طفل لقاحهم ضد الحصبة بين عامي 2020 و2021، أيضا لم يتلق 4.5 ملايين طفل أي تطعيمات روتينية. وهؤلاء الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاح، على وجه التحديد، يشكلون مجموعة من الأطفال الشديدي التأثر، الذين يمكن أن تنتشر بينهم بسهولة فاشيات الحصبة، وشلل الأطفال، والدفتيريا وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات”.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، “إن التمنيع هو أحد الاستثمارات الأكثر نجاحا وفعالية من حيث التكلفة في مجال الصحة العامة، لأنه يقي من الأمراض، ويساعد على مكافحة الفاشيات، وينقذ الأرواح. ونحن نشهد الآن بالفعل الآثار المترتبة على انقطاع التمنيع الروتيني في أثناء الجائحة وفاشيات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في العديد من بلداننا”.
وأضاف، “إذا لم نسد هذه الفجوة في التمنيع على وجه السرعة، فسيتوفى العديد من الأطفال جراء الإصابة بالحصبة والدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، وقد يعاود شلل الأطفال الانتشار من جديد”. وتأتي هذه الأمراض ضمن قائمة طويلة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي يمكن تجنبها ومكافحتها بمساعدة اللقاحات”.
وأردف، “أود أن أنوه بالجهود الهائلة التي تبذلها الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والعاملين الصحيين الذين أسهموا في تحقيق هدف الوصول إلى التغطية بالسلسلة الأولية من لقاحات كوفيد-19 بنسبة 50% في إقليمنا”.
وتابع، “لكننا بحاجة إلى الاستفادة من هذا النجاح من أجل الانتقال إلى المستوى التالي، وتوفير مزيد من الحماية للأشخاص بجرعات منشطة. وخلال جائحة كوفيد-19، توصلنا جميعا إلى فهم أكبر لأهمية توفير الرعاية لمن يقدمون الرعاية، أي العاملين الصحيين الموجودين في الخطوط الأمامية، ولذلك تحث منظمة الصحة العالمية جميع الحكومات على اعتماد سياسات لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وجميع الفئات القابلة للتأثر، باستخدام لقاحات كوفيد-19 وجرعاتها المنشطة، وجميع اللقاحات الأخرى التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن “التمنيع تدخل وقائي مهم يجسد رؤيتنا لتوفير الصحة للجميع وبالجميع، ومساعدة الناس من جميع الأعمار على أن يعيشوا حياة أطول وأوفر صحة”.
وفي أسبوع التمنيع العالمي، دعت منظمة الصحة العالمية “الأفراد إلى تلقي التطعيم باللقاحات الأساسية”، كما ودعت “الحكومات الوطنية إلى إعادة تأكيد التزامها بالوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التطعيم، والذين لم يحصلوا على جرعات كافية، على نحو مستدام ومنهجي، وذلك من خلال اعتماد السياسات الضرورية والاستفادة من الموارد”.