الصين مركز جديد لغسيل أموال كارتلات المكسيك –

28 أبريل 2023
الصين مركز جديد لغسيل أموال كارتلات المكسيك –

حذر خبراء خلال جلسة استماع بالكونغرس الأميركي من أن شبكات متنامية مختصة بتبييض الأموال في الصين باتت تغذي وباء الإدمان على المخدرات الذي أضحى أكبر قاتل لفئة الشباب في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وقال الخبراء خلال الجلسة إن “مجرمين صينيين” يساعدون كارتلات المخدرات المكسيكية في تجاوز الإجراءات المصرفية والتنظيمية في الولايات المتحدة والمكسيك بمساعدة البنوك الصينية والمغتربين المتحمسين لشراء دولارات غير مشروعة.
وأدت التواترات المتصاعدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى تعقيد جهود معالجة مخططات غسيل الأموال، بالإضافة إلى رفض بكين الاعتراف بأي دور صيني في أزمة المخدرات الأميركية.
وتسبب الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية شديدة الإدمان، في ثلثي الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة، والتي بلغت 107000 حالة في العام 2021.
وأصبح الإدمان على الفنتانيل السبب الرئيسي للوفاة بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً.
وقالت رئيسة اللجنة الفرعية لمجلس النواب المعنية بالرعاية الصحية والمالية الخدمات ليزا ماكلين، إن “المنظمات الإجرامية الموجودة في جمهورية الصين الشعبية استحوذت على أعمال غسيل الأموال لصالح الكارتلات”.
وأضافت، “لقد طورت منظمات غسيل الأموال الصينية نظاماً فعالاً بشكل لا يصدق ويصعب على سلطات إنفاذ القانون لدينا اكتشافه.. بصراحة، هم لديهم ذكاء في كيفية القيام بذلك “.
وبحسب الخبراء، فقد كان من الصعب تقديم الجناة إلى العدالة لأنهم تجنبوا البنوك الأميركية والمكسيكية وتواصلوا عبر “وي تشات” WeChat، وهو تطبيق مراسلة فورية صيني مشفر لم تتمكن سلطات إنفاذ القانون الأميركية من اعتراضه.

وأوضحت ماكلين، “ليس سراً أن الصين أصبحت مركزاً عالمياً لغسيل الأموال”، إذ تقدر وزارة الخارجية الأميركية أن 154 مليار دولار من الأموال غير المشروعة تمر عبر الصين كل عام.
وزادت، “من الضروري أن يعمل الكونغرس على فهم مدى تواطؤ الحزب الشيوعي الصيني في مخططات غسيل الأموال هذه”.
من جانبه، أوضح المسؤول السابق في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA) كريس أوربن، والذي يعمل الآن في القطاع الخاص، أنه رأى بنفسه “هذا التهديد الجديد والمتطور” الذي يمثل “تغييراً جذرياً” في عمليات تجارة المخدرات.
وقال للجنة، “المال هو شريان الحياة للعصابات، والطرق التي تستخدمها الجريمة المنظمة الصينية تثريها وتمكنها من تهريب المزيد من الفنتانيل والمخدرات الفتاكة الأخرى إلى الولايات المتحدة.
وبحسب السلطات الأميركية، يجمع سماسرة المال الصينيون عائدات المخدرات من مبيعات الفنتانيل والميثامفيتامين والهيروين والكوكايين في شكل أموال ضخمة من الدولار داخل الولايات المتحدة.
ويقوم الوسيط الصيني ببيع الدولارات للعملاء الصينيين الذين يرغبون في إنفاق الأموال في الولايات المتحدة، أو الحصول على عقارات، أو دفع رسوم الدراسة الجامعية، أو المقامرة، أو القيام باستثمارات أخرى.
وذكرت السلطات الأميركية آنفاً أن سماسرة المال الصينيين يمثلون أحد أكثر التهديدات الجديدة إثارة للقلق في حربهم على المخدرات.