أدلة جديدة تؤكد صلات لنظام الأسد و”الحزب” بالتهريب الدولي للمخدرات –

29 يونيو 2023
أدلة جديدة تؤكد صلات لنظام الأسد و”الحزب” بالتهريب الدولي للمخدرات –

يكشف تحقيق أعده فريق “بي بي سي” عربي التابع لخدمة بي بي سي العالمية، عن الدور الذي تقوم به أسرة رئيس النظام السوري بشار الأسد و مسؤولون رفيعو المستوى من القوات المسلحة السورية في الإتجار غير المشروع بمخدر (كابتاغون) المعروف في البلدان العربية باسم ( أبو هلالين ) والذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات .
وقال جندي سوري سابق إن وحدة النخبة في الجيش السوري والتي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد ضالعة بشكل منتظم في التهريب الدولي لمخدر كابتاغون غير القانوني .
و عثر التحقيق على هاتف لأحد كبار مسؤولي الأمن السوريين يوثق عملية شراء معدات لتصنيع مخدر كابتاغون من رجل يعتقد أنه أحد مسلحي حزب االله .
و في مقابلة حصرية يقول جندي لا يزال في الخدمة بالجيش السوري إن الرئيس بشار الأسد و ماهر الأسد و حزب الله هم المستفيدون الرئيسيون من تهريب المخدر .
ويكشف التقرير عن محادثة شخصية على (واتساب) استخدمت كدليل أثناء محاكمة في لبنان ، مكنت “بي بي سي” عربي من تتبع دليل قادها إلى تورط واحد من أكثر قادة الجيش السوري نفوذاً في تجارة الكابتاغون . هذا القائد هو أقرب مساعدي ماهر الأسد .
و توصل التحقيق أيضا بشكل حصري إلى وثائق من قضية عرضت أمام محكمة ألمانية تفيد بتورط أبناء عم  بشار الأسد كشركاء في عملية تهريب المخدر .
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا من العام 2018 و حتى العام 2021 جوي رايبيرن، لبي بي سي إن نظام الأسد لم يكن باستطاعته أن يستمر إذا توقفت عائدات الكابتاغون أو أعيقت بشكل كبير .
وتمكنت بي بي سي أيضاً من الوصول لرسائل نصية على واتساب ورسائل هاتفية أرسلها  قائد جماعات موالية للنظام السوري راجي فلحوط،. توضح الرسالة أنه اشترى معدات لتصنيع الكابتاغون من أحد المسلحين المرتبطين بحزب الله .
يظهر الهاتف الذي كان بحوزة راجي فلحوط والذي تركه في إحدى القواعد المهجورة بمدينة السويداء السورية بعدما ثارت جماعات مناوئة ضد ميليشيا راجي – يظهر رسائل إلى (أبو حمزة). و كشفت بي بي سي عن الهوية الحقيقية ( لأبو حمزة) بأنه حسين رياض الفيتروني وعن معلومات عن صلته بحزب الله .

وفي الرسائل الهاتفية يناقش أبو حمزة وراجي نقل معدات تصنيع الكابتاغون من لبنان إلى سوريا. كما عثر في القاعدة المهجورة على معدات كبس حبوب الكابتاغون مع كميات كبيرة من الحبوب المعبأة و الجاهزة للتوزيع .
في رسالة صوتية يسأل أبو حمزة راجي إن كان باستطاعته أن ينقل معدات المصنع بإحدى سياراته حتى يوفر ثلاثة آلاف دولار. ويقول راجي، إن ألف دولار من الممكن أن تصبح مليار دولار عندما تتحسن الأمور. هل تتفهم موقفي؟ كيف لي أن أبيع بالخسارة. ويجيب أبو حمزة، قلت لك، ليس بحوزتي ألفا دولار ثمن ماكينة الضغط الصغيرة. إن الأمر لا يتعلق بالمال فقط .
و في مقابلة نادرة، تحدثت بي بي سي إلى جندي يخدم في الجيش السوري بحلب، و أكد الجندي تورط حزب الله و الفرقة الرابعة و الجيش السوري في تهريب الكابتاغون. وقال إن الرواتب الشهرية التي يتقاضاها الجنود لا تكفي لإعاشة أسرة، (لذلك أصبحنا تجار مخدرات، نبيعها للناس). وأضاف أن الجنود يشترون أكياس مخدرات من حزب الله، (الكيس يحتوي على كيلو غرام، بعضها خمسة، البعض الآخر أربعة …نحن نستلم البضاعة، نغطيها ثم ننصرف. وننسق مع الوحدة الرابعة).
و قال لبي بي سي إن أسرة الأسد ضالعة في تهريب الكابتاغون : (الشخص الأول المسؤول عن تصنيع و تهريب المخدرات هو بشار الأسد و أخوه ماهر الأسد بالتعاون مع حزب الله. الأموال تذهب مباشرة إلى جيوبهم). هكذا تحدث الجندي إلى بي بي سي بشرط عدم الإفصاح عن هويته .
حصلت بي بي سي على اتصالات شخصية تظهر العلاقة بين لبناني يدعى حسن دقو ويلقب بملك الكابتاغون، و أحد أكثر قادة الجيش السوري نفوذاً، غسان بلال، المساعد المقرب من ماهر الأسد . في العام 2021 حكم على حسن بالسجن لمدة سبع سنوات في لبنان بتهم تتعلق بتهريب الكابتاغون. و خلال المحاكمة قال إنه يعمل مع الفرقة الرابعة للسيطرة على عمليات التهريب. و خلصت المحكمة إلى عدم وجو دليل يربط بين المسؤولين السوريين و أنشطة حسن في التهريب .
لكن بي بي سي إكتشفت سلسلة من رسائل الواتساب أرسلها حسن إلى شخص أطلق عليه (الزعيم). تحدثت بي بي سي إلى عدة مصادر و توصلت إلى أن الرقم يخص الشخص الذي يلي ماهر في قيادة الفرقة الرابعة و هو اللواء غسان بلال، الذي يدير مكتب أمن الفرقة و له قواعد في قرية صابورا السورية .
ويبدو أن الرسائل كانت متبادلة مع (الزعيم) بخصوص تهريب مخدرات. يكتب حسن إلى الزعيم، (عمي ، لقد حصلنا على مخزن في الصبورة لأننا سننقل البضاعة من الجديدة ) ، و يسأل الزعيم، (لماذا من الجديدة ؟ البضاعة قادمة من لبنان؟) و يرد حسن، ( البضاعة هناك في الجديدة. ونحن دائما نتحرك من الجديدة).
و كشفت عمليات التنصت التي قام بها محققون ألمان عن أن أحد المهربين ويدعى محمد تفاخر بصلاته بأبناء عم الأسد. في أحد التسجيلات يقول محمد، (الجميع يعرفون أنني كنت شريكا لعائلة الأسد …الجميع يعرفون أنني كنت شريكاً لمنذر الأسد…. ما تزال علاقاتي مع عائلة الأسد مستمرة حتى اليوم، منذر وحافظ أصدقائي حتى الآن. (منذر هو ابن العم الثاني للأسد)”.
يقول المحقق لبي بي سي (حسب ما يقوله هو عن نفسه، أصبح محمد غنياً جداً. لديه شقة في حي راق بدمشق. لديه العديد من السيارات. لديه حراس شخصيون. وكان تحت حماية عائلة الأسد).​