من المرشحون الأوفر حظاً لقيادة فاغنر؟

28 أغسطس 2023
من المرشحون الأوفر حظاً لقيادة فاغنر؟

بعد مقتل زعيم المجموعة العسكرية يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة قرب موسكو، الأربعاء الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية وبينهما “فاغنر” أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش. ووفق تقديرات خبراء عسكريين، فإن من شأن القرار الجديد أن يؤدي إلى تقسيم “فاغنر”، لكن دورها سيستمر لوجود ملفات عالقة.
وأكدت الفحوص الجينية وفاة بريغوجين، حسبما أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة النظر في حادث تحطم الطائرة.
وأوضحت اللجنة، في بيان، أن “الفحوص الجينية أثبتت أن هويات القتلى العشرة الذين تم انتشال جثثهم من موقع الحطام تتطابق مع قائمة الركاب وأفراد الطاقم”.
مرشحان جديدان لقيادة فاغنر
قبل مقتل يفغيني بريغوجين، وعقب الانقلاب الذي قاده في حزيران الماضي، ذكر تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن روسيا كانت تخطط بالفعل لمستقبل هؤلاء المقاتلين في مرحلة ما بعد بريغوجين.
وذكرت الصحيفة أن “بريغوجين نصب نفسه على أنه زعيم لا يمكن استبداله، وسط شبكة معقدة من المرتزقة، وشركات التعدين، والمستشارين السياسيين”.
ويعتقد أن أندريه تروشيف، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، كان جهة الاتصال الرئيسية بين بريغوجين ووزارة الدفاع خلال الحرب في أوكرانيا.
تروشيف يعد أحد الشخصيات العامة القليلة في فاغنر، التي لم تكن مدرجة في قائمة ركاب الطائرة التي تحطمت وأودت بحياة بريغوجين.
كما يعد من المقاتلين المخضرمين في القوات الروسية وشارك في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان ويتحدر من مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والتقطت له عدة صور برفقة الرئيس.
وبحسب الصحيفة ذاتها فقد أكد الاتحاد الأوروبي في وثيقة صادرة عام 2021 أن تروشيف هو “المدير التنفيذي” لمجموعة فاغنر وأحد الأعضاء المؤسسين لها.
أما صحيفة “الصن” البريطانية، فرجحت أن يكون “القائد الجديد لفاغنر هو أنطون يليزاروف”.
وعرّفت في تقرير لها يليزاروف بأنه:
يعرف باسم مستعار يسمى “لوتس”.
شارك في تحركات “فاغنر” في بيلاروسيا.
قاد معركة “سوليدار”.
شارك في العمليات العسكرية في سوريا.
يعمل في جمهورية إفريقيا الوسطى ويقود وحدة في ليبيا.
هل تنقسم فاغنر؟
ووفق الخبير العسكري فلاديمير إيغور فإن فاغنر شبكة معقدة من الشركات والأصول والأموال والعناصر الممتدة عبر دول عدة وتفكيكها ليس أمر سهلا مثل حصر أموالها.
ويضيف: “فاغنر من المحتمل أن تواجه الانشطار إلى مجموعتين أو أكثر خاصة في ظل تشكيك قيادات بالمجموعة في أسباب مقتل بريغوجين”، لكن ستظل جميعها على علاقة بالكرملين.
ويتابع: “إلزام مقاتلي فاغنر وغيرهم من المتعاقدين في المجموعات العسكرية الخاصة بالقسم الإلزامي والولاء خطوة واضحة لإخضاع هذه المجموعات لسيطرة أكثر صرامة من الدولة الروسية. موسكو لا تزال بحاجة إلى فاغنر خصوصا في ظل عدم حسم الحرب بأوكرانيا وما يحدث في قارة إفريقيا مثل النيجر لإقصاء فرنسا ودول الغرب”.
ويقول: “الكرملين سيحاول في تلك الفترة ضمان حدوث انتقال سلس للزعيم الجديد لفاغنر لضمان عدم تفكك تلك المجموعة. ستظل فاغنر قائمة ومستمرة في أنشطتها قد تنقسم لمجوعة أو أكثر في ظل انضمام عناصر منها للجيش الروسي بشكل رسمي أو تكوين مجموعة انفصالية أخرى لكن جميعها في النهاية سيظل تحت أعين الكرملين”.
أما الخبير العسكري الأميركي بيتر آليكس فيقول: “رغم تراجع صورة “فاغنر” بعد خسارتها 3 من قادتها الكبار لكنها ستبقى لارتباطها غير المباشر بالدولة الروسية، وهو نموذج يتوقّع أن يستمر ويبقى خصوصا مع استمرار الحرب الأوكرانية والتقاطعات الروسية مع دول الغرب في بعض الملفات كسوريا وإفريقيا وليبيا وغيرهما”.
ويضيف: “روسيا ستحافظ على نموذج الشركات العسكرية الخاصة في سياستها الخارجية والأمنية، بدون ظهور بريغوجين جديد”.
ويتابع: “المرسوم الجديد وإن كان هدفه إخضاع الشركات العسكرية وممارسة المزيد من السيطرة والتحكم والنفوذ عليها لكن لن يكون عبر الالتصاق المباشر معها لسهولة التنصل من ممارساتها غير القانونية في عدة دول حول العالم”.