خلال شهر أيلول الحالي، وتحديدا في النصف الأول منه تعرضت 10 دول من مختلف أنحاء الكرة الأرضية لفيضانات مدمرة نتيجة التغيرات القاسية للمناخ في الأيام الأولى من الشهر، بدأت أولها من هونغ كونغ وصولا إلى ليبيا مرورا بعدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
ويرجع خبراء مختصون بالمجال البيئي تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية” السبب الأول للفيضانات الشديدة إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيرات المناخ، فضلاً عن عدد من العوامل البيئية الأخرى.
10 دول تأثرت بالفيضانات خلال 12 يوماً
بداية أيلول اجتاح إعصار شديد مدينة هونغ كونغ، واقتلع الأشجار وأغرق المدينة.
ضربت العاصفة دانيال مساحات واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط، نتيجة لنظام الضغط المنخفض القوي للغاية، شملت أجزاء من تركيا واليونان وليبيا، كان للأخيرة نصيب الأسد من أضراره.
شهدت آسيا أيضا عواصف مميتة وغير مسبوقة، حيث ضرب إعصاران هماساولا وهايكوي المنطقة في غضون أيام من بعضهما البعض خلال الأسبوع الأول من أيلول، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في جزيرة تايوان ومدينة هونغ كونغ.
وسجلت البرازيل أكثر من 30 حالة وفاة الأسبوع الماضي بعد هطول أمطار غزيرة وفيضانات في ولاية ريو غراندي دو سول، وهي أسوأ كارثة طبيعية تضرب الولاية منذ 40 عاما.
وفي الولايات المتحدة تصدر مهرجان “الرجل المحترق” عناوين الأخبار الدولية بعد أن ضربت عاصفة ماطرة غزيرة المنطقة، حيث طلب من عشرات الآلاف من الحاضرين الحفاظ على الطعام والماء بينما تقطعت بهم السبل في صحراء نيفادا، وفق (CNN).
أسباب الفيضانات
وتقول الكاتبة المختصة بالمجال البيئي أليندا تشوهان إن ارتفاع درجات الحرارة، تسبب بالمزيد من التبخر من الأرض والمحيطات والمسطحات المائية، مما يعني أن الغلاف الجوي الأكثر دفئا يمكن أن يحمل المزيد من الرطوبة.
حتى الآن في عام 2023، شهد العالم أسخن صيف، وأعلى درجة حرارة لسطح المحيط، وأدنى مساحة للجليد البحري في القطب الجنوبي على الإطلاق.
يؤثر ارتفاع درجات الحرارة، وفق تشوهان، بدوره على معدلات الرطوبة والتبخر، إضافة لكثافة هطول الأمطار في بعض المناطق، مما يتسبب بفيضانات شديدة.
أدى ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، مما أدى إلى زيادة منسوب مياه البحر، مما يعرض المناطق الساحلية لخطر الفيضانات بشكل أكبر.
وفقا لتقرير عام 2022 الصادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) للمناخ، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 21-24 سنتيمترًا منذ عام 1880.
ويشار إلى أن أكثر من 90% من ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على مدار الخمسين عامًا الماضية حدث في المحيطات، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
تحذيرات من المستقبل
بحسب مانويلا برونر، عالمة الهيدرولوجيا في جامعة فرايبورج في ألمانيا، ستزداد الفيضانات بشكل غبر مسبوق في المستقبل القريب نتيجة تغير المناخ.
وذلك بسبب استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب بانبعاثات الغازات الدفيئة بالمعدل الحالي.
ومن المتوقع أن تستمر الفيضانات الساحلية في التزايد مع ارتفاع منسوب سطح البحر.
كذلك يضيف ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية حجما إلى المحيط، وتتوسع المياه نفسها مع ارتفاع درجة حرارتها.
أيضا ستستمر الفيضانات المفاجئة في التزايد مع تزايد هطول الأمطار المتطرفة.
وقد تتبع الفيضانات المفاجئة بشكل متزايد حرائق الغابات الكارثية.
وعموما هناك ضرورة للعمل بشكل احترازي بخصوص الفيضانات ببناء السدود وتقويتها، فضلا عن تقليل معدلات الاحترار من خلال خفض الانبعاثات.