اللبنانيون يترقبون أحداث غزة ومخاوف من “التوريط”

11 أكتوبر 2023
اللبنانيون يترقبون أحداث غزة ومخاوف من “التوريط”

تترقب الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية بقلق إمكانية توريط لبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل، لاسيما بعد تأييد الحزب ودعمه لعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” منذ عدة أيام.
وبعد المناوشات التي سُجلت على الحدود مع اسرائيل، على هامش عملية “طوفان الأقصى”، بدأ اللبنانيون يتخوفون من امتداد شرارة العملية العسكرية التي تشنها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة إلى جنوب لبنان.
فهل يتحمّل الوضع اللبناني الهشّ الدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج؟ وهل يُقدم الحزب على خطوة كهذه؟
‎يجمع الفرقاء اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم وطوائفهم، منذ اللحظة الأولى على دعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، فيما ارتفعت الأصوات المحذرة من “توريط لبنان” في هذه الحرب لا سيما في ظل الأوضاع الصعبة السياسية والاجتماعية والإقتصادية التي يرزح تحتها اللبنانيون .
‎على الصعيد الشعبي ‎يبدو القلق واضحاً على الشارع اللبناني منذ ظهر يوم الأحد، بعد تعرض مرتفعات جبل الشيخ في شبعا الحدودية ضمن القطاع الشرقي جنوبي البلاد لصواريخ انطلقت من الأراضي اللبنانية والرد الإسرائيلي المباشر عليها إذ خلت الطرق منذ نهار الأحد من المارة إلا للضرورة، خصوصاً في المناطق والبلدات المحاذية للشريط الحدودي .
على وقع حالة من القلق، بدأ البعض بالتزود بالمواد الغذائية والوقود، إذ تشكلت طوابير السيارات أمام محطات الوقود .
وتقول سارة (ربة منزل) في حديث لموقع سكاي نيوز عربية :”من الصعب جداً أن نتورط في هذه الحرب، فلا إمكانية للعائلات اللبنانية على الإستمرار أو التموين وتخزين المواد الغذائية كما كانت الحال في ظروف مشابهة”.
‎وترى غالية “أن السفر نحو تركيا أفضل طريقة لأننا كلبنانيين لا نحتاج بهذه الحالة إلى تأشيرات دخول”.

‎تضيف أم خالد، مريم التي وصلت إلى لبنان لقضاء إجازة بالقرب من أهلها  إنها تفكر بالعودة السريعة إلى إحدى الدول العربية التي تقيم فيها “خشية إقفال المطار في حال وقعت الحرب”.
أعلن مساء الأثنين، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال في لبنان القاضي عباس الحلبي عن إغلاق المدارس في المناطق الحدودية التي تضم قضائي مرجعيون وبنت جبيل جنوب البلاد، تحسباً لاستمرار القصف جراء عمليات التسلل التي جرت من الجانب اللبناني بإتجاه الداخل الاسرائيلي .
كما توقفت الجامعة اللبنانية فرع الجنوب عن التدريس يوم الثلاثاء.
ومنذ اللحظة الأولى لبدء عملية “طوفان الأقصى”، بدأت المواقف السياسية في لبنان تعلو ويتم تناقلها على شبكات مواقع التواصل الإجتماعي وتتلخص فيما يلي :
التشديد على دعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني في أرضه وكفاحه لتحصيل حقوقه المشروعة.
تشديد في الوقت عينه على ضرورة عدم توريط لبنان في أي اشتباك مع اسرائيل لأنّ طاقته على الاحتمال قد استنفدت.
يكفي لبنان أزمته السياسية المتفاقمة إذ يقف نظامه ودولته على حافة الإنهيار جرّاء الشغور الرئاسي وتداعي سلطة دولته، كما يكفي لبنان ما يعانيه جراء أزمته المالية والاقتصادية.