أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن أنه حدد لسكان مدينة غزة طريقين لمغادرة المدينة جنوبا لساعات محدودة، وهو أمر وصفته الأمم المتحدة بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
وجاءت خطوة الجيش الإسرائيلي دون أن يعلن وقفاً لإطلاق النار في هذه المرحلة، وذلك بعد يوم من قصفه قافلة نازحين أودت بحياة أكثر من 70 شخصا، جلهم من النساء والأطفال، بحسب مصادر فلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه سيسمح لسكان مدينة غزة باتجاه منطقة وادي غزة جنوبا، عبر شارعي صلاح الدين والبحر.
وانتهت صباح اليوم المهلة التي أعطها الجيش لسكان شمال قطاع غزة بضرورة مغادرته خلال 24 ساعة.
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم السبت عن أنه تم “تدمير أكثر من 1300 مبنى في قطاع غزة جراء الضربات الإسرائيلية”.
وصرّح متحدث باسم الجيش في إفادة مصورة في وقت مبكر السبت: “شهدنا تحركا ضخما لمدنيين فلسطينيين صوب الجنوب”.
ولم يذكر المهلة ولم يفسح المجال لتلقي أسئلة، وفق وكالة “رويترز”.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” قد أفادت الجمعة “بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قتلت 70 فلسطينيا أصابت نحو 200 الجمعة، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين النازحين في مدينة غزة”.
وأفادت مصادر محلية بأن “قوات الاحتلال استهدفت ثلاث قوافل لمواطنين في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول إلى جنوب وادي غزة”.
وذكرت أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال.
وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين توجهوا جنوبا من شمال غزة في أعقاب الأمر الإسرائيلي، وذلك وفقا للأمم المتحدة التي قالت إن أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليا بسبب الأعمال القتالية قبل هذا التوجيه.
لكن كثيرين آخرين قالوا إنهم سيبقون.
وقال محمد (20 عاماً) خارج مبنى دمرته ضربة جوية إسرائيلية قرب وسط غزة: “الموت أفضل من الرحيل”.
وتطلق المساجد نداءات تقول “تمسكوا ببيوتكم، تشبثوا بأرضكم”، وفق “رويترز”.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى من وقوع كارثة إذا اضطر هذا العدد الكبير من الناس إلى الفرار، وقالت إنه ينبغي رفع الحصار للسماح بدخول المساعدات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال الجمعة: “نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى جميع أنحاء غزة، حتى نتمكن من إيصال الوقود والغذاء والماء إلى كل من يحتاج إليه. حتى الحروب لها قواعد”.
وقالت مقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا، باولا غافيريا بيتانكور، في بيان: “نشعر بالفزع من فكرة إلحاق مليون فلسطيني بـ423 ألف شخص أخرجوا بالفعل من منازلهم بسبب العنف الذي وقع الأسبوع الماضي”.
أضافت: “من غير المعقول أن يتمكن أكثر من نصف سكان غزة من المرور عبر منطقة حرب نشطة دون عواقب إنسانية مدمرة، خاصة مع حرمانهم من السلع والخدمات الأساسية”، وفقاً لفرانس برس.
وذكّرت بيتانكور أن: “التهجير القسري للسكان يشكل جريمة ضد الإنسانية، والعقاب الجماعي محظور بموجب التشريعات الإنسانية الدولية”.