شهد قطاع غزة، أمس الثلاثاء، أحد أكثر أيامه دموية منذ 11 يوماً، حيث أودى استهداف لمستشفى الأهلي الذي كان يؤوي آلاف الفلسطينيين الفارين من الغارات والقصف الإسرائيلي، بـ500 قتيل.
ليصبح عدد القتلى هذا الأعلى على الإطلاق في حادث منفرد في غزة خلال اشتعال الصراع الحالي، ما أثار احتجاجات في الضفة الغربية المحتلة وإسطنبول والعاصمة الأردنية، فضلاً عن لبنان وإيران وغيرهما.
فيما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، اليوم الأربعاء، أن “عمال الإنقاذ في المستشفى ما زالوا ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض”.
وأثارت أنباء قصف المستشفى وارتفاع عدد القتلى تنديدات العديد من الدول عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل.
وطالبت روسيا والإمارات بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، فيما اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية.
كما أدت تلك “المجزرة” إلى إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة اليوم في عمّان بمشاركة الرئيس الأميركي والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
من جهتها وصفت منظمة الصحة العالمية الهجوم على المستشفى بـ”غير المسبوق في نطاقه” وكانت أكدت أمس الثلاثاء أن “منشآت الرعاية الصحية في غزة تعرضت لعشرات الهجمات، وأن غالبية مستشفياتها لا تعمل، لاسيما بعد أن قطعت إسرائيل جميع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود والأدوية عن غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، لتشدد حصارها المفروض على القطاع المكتظ بالسكان”.
وكان من المقرر أن تنعقد قمة رباعية بالأردن، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قطع زيارته للأردن وعاد إلى رام الله.
بالمقابل، غادر الرئيس الأميركي البيت الأبيض في طريقه إلى إسرائيل، في مسعى للحؤول دون توسع رقعة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس إلى مناطق ودول أخرى في المنطقة.
وجاء في بيان مقتضب أن “الرئيس الأميركي توجه إلى قاعدة أندروز العسكرية القريبة من واشنطن حيث سيستقل طائرة إلى تل أبيب”.
وقدّم بايدن “أحرّ التعازي بالأرواح البريئة التي فُقدت في الانفجار في مستشفى في غزة، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى”، بحسب ما أعلن البيت الأبيض أمس الثلاثاء.
لبنانياً شهدت كل من السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية ومبنى الاسكوا أمس الثلاثاء عدد من التظاهرات استخدم فيها رمي الحجارة، والقنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين
وأتت هذه التظاهرات كردة فعلٍ منددة بالهجوم التي ارتكبته إسرائيل على مستشفى المعمداني،
ذلك مع استمرار المناوشات العسكرية على الحدود الجنوبية بين كل من الجيش الإسرائيلي و”الحزب” التي بدورها لا تزال مضبوطة.