ذكر تقرير وكالة “بلومبرغ”، أمس الأحد، أن “الجيش الإسرائيلي، بدأ هجومه البري على غزة بشكل أكثر حذراً مما تعهدت به إسرائيل بعد هجوم حماس الذي أودى بـ1400 شخص في السابع من تشرين الأول”.
أوضحت الوكالة في تقريرها أنه “بدلاً من القيام بغزو بري واسع النطاق، بدأ الجيش الإسرائيلي ببطء ما تصفه إسرائيل بالمرحلة الثانية من حربها ضد حماس، مع الأخذ بنظر الاعتبار الضحايا المدنيين والمخاوف من امتداد الصراع إلى الحزب في الشمال، ووسط الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء، نيامين نتانياهو”.
نقلت الوكالة عن مسؤولين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة قضايا حساسة، إن “إسرائيل تريد تدمير حماس كمنظمة وضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد”.
ويظل مدى واقعية ذلك الهدف غير واضح، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى “ضغط الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء على إسرائيل لحملها على أن تكون أكثر تحديدا لأهدافها، فضلاً عن رسم رؤية لما سيحدث بعد ذلك”.
أوضح التقرير أن “قرار الشروع في غزو بري يشير بالفعل إلى تحول في التركيز بعيداً عن التفاوض بشأن الرهائن، الذين احتجزت حماس نحو 230 منهم منذ 7 تشرين الأول”.
ويشير أيضاً إلى “الاعتقاد بأن الحزب المدعوم من إيران لن يلجأ لقرار الدخول في قتال شامل وسيكتفي بمناوشات قصيرة الأمد، وبالتالي لن يتم فتح معركة على جبهتين.
ويقول المسؤولون، بحسب الوكالة، إن “الشعور السائد هو أن حماس كانت تحاول كسب الوقت، بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن أسبوعيًا بينما تطالب بوقف إطلاق نار واسع النطاق وتبادل للأسرى”.
وذكرت الوكالة أن “المسؤولوين يقولون إن الأجهزة الأمنية شكلت مجموعة مهمتها استهداف كل قيادي في حماس متورط في هجوم 7 تشرين الاول، وقد قُتل بعضهم بالفعل”، بحسب الجيش.
والهدف الآخر الذي تتم مناقشته على نطاق واسع، بحسب الوكالة، هو أن “إسرائيل لن تعيد قطاع غزة بالكامل إلى من سيحكم في نهاية المطاف بدلاً من حماس”.
وتخطط لإنشاء منطقة عازلة لمنع تكرار أي هجوم، وفقًا لعدد من المسؤولين.
وأبدت إسرائيل عزمها على “حصار المدينة الرئيسية في قطاع غزة، أمس الأحد، ونشرت صوراً لدبابات على الساحل الغربي للقطاع الفلسطيني بعد 48 ساعة من إصدار أوامر بالتوسع في عمليات التوغل البرية عبر حدوده الشرقية”، بحسب وكالة “رويترز”.
وسعت إسرائيل في بادئ الأمر إلى عدم كشف خطتها الحالية من حربها المستمرة مع مقاتلي حركة حماس، منذ ثلاثة أسابيع، إذ كانت قواتها تتحرك تحت جنح الظلام وفي ظل انقطاع الاتصالات عن الفلسطينيين. لكن إسرائيل أعلنت لاحقا ما سمته “المرحلة الثانية” من عملياتها ضد الحركة المدعومة من إيران.
قال سكان في غزة إن “خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت بدأت في العودة تدريجيا، أمس الأحد، بعد انقطاع تام لما يزيد على يوم، ما أثّر بشدة على عمليات الإنقاذ في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها قصفت أهدافاً لحركة حماس التي تدير القطاع، وخصوصاً في شمال مدينة غزة حيث مقر حكومتها ومراكز القيادة”.
وبخلاف صور الدبابات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أظهرت بعض الصور على الإنترنت جنوداً إسرائيليين يلوحون بالعلم الإسرائيلي في عمق غزة.
ولم تتمكن “رويترز “من التحقق من تلك الصور.
وقالت حماس إنها “أطلقت قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية في شمال غزة وقصفت دبابات إسرائيلية بالصواريخ مما يقلل من شأن التقارير التي تتحدث عن إحراز عدوها تقدماً كبيراً”.
شددت إسرائيل حصارها وتقصف غزة منذ ثلاثة أسابيع في أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الاول .
قالت السلطات الإسرائيلية إن “ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي قتلوا بينما أُخذ أكثر من 200 كرهائن في ذلك اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الذي يعود إلى 75 عاماً”.