بعد توسيع عملياتها العسكرية البرية في قطاع غزة منذ الأسبوع الماضي، تتقدم القوات الإسرائيلية ببطء شديد، معتمدة مبدأ “الكر والفر”، أو التقدم قليلاً ومن ثم الانسحاب، بعد أن توعدت مراراً خلال الفترة الماضية، بالاجتياح.
فما السبب يا ترى؟
للإجابة عن هذا السؤال، اعتبر عدد من الخبراء العسكريين أن “هذا التحرك البطيء يعود إلى عدة أسباب، منها إبقاء الباب مفتوحا أمام احتمال دخول مسلحي حماس في تفاوض من أجل إطلاق سراح أكثر من 200 أسير”.
فقد أوضحت ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية، أن “عدم دخول قوة القوات البرية الإسرائيلية مباشرة إلى المناطق الأكثر كثافة في غزة بكل قوتها، يرجع إلى سعي إسرائيل إلى إنهاك حماس واستنزافها في حرب طويلة، مع ترك الباب مفتوحاً لاحتمال التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى المحتجزين في غزة”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وقال قائد إسرائيلي كبير سابق، إن “الجيش يأمل أيضاً من خلال التحرك البطيء أن يؤمن القوات الإسرائيلية ويستدرج في الوقت عينه مقاتلي حماس للخروج من الأنفاق أو المناطق الحضرية الأكثر كثافة، والاشتباك مع القوات في مناطق مفتوحة يسهل فيها قتلهم”.
بدوره، أوضح القائد في سلاح الهندسة القتالية عام 2014 والمكلف بتدمير الأنفاق “بن ميلخ “، إن “مهمتهم آنذاك لم تكن التوغل أكثر من كيلومترين داخل الشبكة”.
وأضاف لـ”رويترز”: “لم يكن يتعين علينا حينها سوى تدمير عشرات الأنفاق، لكن التحدي اليوم سيكون مئات الأنفاق وكيلومترات كثيرة محصناً حقيقياً تحت الأرض بنته حماس”.
كما اعتبر أن “هذا السبب يقف وراء اتباع الجيش الإسرائيلي منهجية أبطأ للتأكد من أنه يغطي جميع قواعد حماس ويزيل الأنفاق مع تقدمه حتى لا يتعرض لكمين من الخلف أو من الجانب”.
وشدد قائلاً: “لا نريد أن نخسر جنودا، لذا سنتحرك ببطء، وسنتأكد من تقليص الخسائر البشرية بأفضل ما في وسعنا”.
إلى ذلك، تواجه القوات الإسرائيلية صعوبات أخرى إلى جانب “تطهير الأنفاق”، تتمثل في ملف الأسرى المحتجزين واتخاذ قرارات بشأن إغلاق منافذ التهوية.
يشار إلى أن “هذا الحذر النسبي الذي توخته القوات الإسرائيلية في السيطرة على أجزاء من الأراضي وتأمينها في الأيام الأولى من التوغلات البرية المتواصلة في غزة، يتناقض مع الأسابيع الثلاثة الماضية التي شهدت غارات جوية متواصلة ومكثفة على القطاع المطل على البحر المتوسط.”
كما يتناقض أيضاً مع الهجمات البرية الإسرائيلية السابقة هناك.