نفى الأمين العام “الحزب” اللبناني حسن نصر الله، مسؤولية إيران عن “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي، وما استتبعه ذلك من حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة المحاصر.
وذكر الأمين العام “الحزب” اللبناني، في كلمته الجمعة، أن “إيران تدعم حركات المقاومة بكل السبل، لكن لا تتدخل في قرارها، وأن المواجهات مع إسرائيل كانت لأسباب فلسطينية خالصة، مثل الحصار، وانتهاك المقدسات الإسلامية، وقتل واعتقال الفلسطنيين، ولم يكن لها أية علاقة بأي ملف إقليمي أو دولي”.
وحلل عدد من الخبراء ما ذكره الأمين العام “الحزب”، بأنه حديث لإخراج إيران من معادلة الحرب، بعدما تحدثت تقارير غربية وإسرائيلية عن مشاركة إيرانية في عملية حماس.
ويقول محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي والباحث في الشئون العربية، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: الآتي: نصر الله حرص على توجه رسالة دعم معنوي قوية للفصائل الفلسطينية وفروع “الحزب” في اليمن والعراق.
لم يقرر “الحزب”بعد التصعيد لأعلى مستوياته في الاشتباك العسكري مع الجيش الإسرائيلي.
الاشتباكات بين “الحزب”اللبناني والجيش الإسرائيلي الحالية لا ترقى إلى مرتبة الحرب.
أخرجت كلمة الأمين العام “الحزب” اللبناني إيران من مساعي إسرائيل وأميركا لفرض عقوبات عليها. إسرائيل وأميركا حاولت الحديث عن تنفيذ عمليات ضد إسرائيل بأيدي وأسلحة إيرانية، وهو ما نفاه نصر الله، مؤكدا ان الفصائل الأخرى نفسها لم تعلم شيء عن العملية قبل حدوثها.
وذكر الأمين العام “الحزب” اللبناني، في كلمته، أن هناك مسئولية أميركية مباشرة عما وصفه بـ”القتل والمجازر” في قطاع غزة، مع تحريك أساطيلها، وفتح مخازنها لتوفير السلاح والصواريخ لإسرائيل.
ونشرت الولايات المتحدة قوات جديدة لها في منطقة شرق المتوسط، بداية من إرسال حاملة طائرات، وصولا لإرسال “قوة الرد السريع”، التابعة لمشاة البحرية الأميركية.
وتهدف واشنطن من تلك التحركات إلى تقديم دعم لإسرائيل، وتحقيق رسالة ردع من الإدارة الأميرية لكافة الأطراف المعنية بحرب غزة في المنطقة، والتحذير من الدخول فى “حرب إقليمية “خارجة عن السيطرة.
ويرى محمد سيد أحمد، أن دعوة حسن نصر الله، لأنصار الحزب للاحتشاد لسماع الكلمة، هي رسالة بدعم سياسي كبير يلقاه من الجبهة الداخلية المؤيدة له في لبنان، مع استمرار عمليات القصف الإسرائيلية على غزة التي أسفرت عن مقتل 9 آلاف فلسطينين، غالبيتهم من المدنيين.
وقال:” إن كلمة نصر الله بمنزلة تحذير لإسرائيل وأميركا من إمكانية انضمام المقاومة في لبنان وسوريا والعراق إلى العمليات ضد القواعد العسكرية في العراق وسوريا”.
ويشير إلى أن ضعف النتائج التي حققتها إسرائيل في العملية البرية على غزة، تشير إلى أن الحل السياسي مقبل، وأن استكمال العملية البرية في القطاع “شبه مستحيلة”.
ويقول اللواء محمد الشهاوي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الغرب كان يحاول إلصاق عملية “طوفان الأقصى” بإيران، بما يتبعه ذلك من تحركات دولية وعقوبات ضدها.
ويوضح الشهاوي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التصريحات حول دور “المقاومة” في عدة دول منها سوريا والعراق ولبنان، بمنزلة تهديد مباشر لإمكانية التصعيد أكثر وأكثر ضد إسرائيل، بما يحول الأوضاع لـ”حرب إقليمية”، وهو خيار وارد.
واحتشد عشرات الآلاف من مؤيدي “الحزب”اللبناني، لمتابعة خطاب الأمين العام للحزب في 4 مواقع للاستماع لكلمة نصر الله، مع المشاركة في فعالية الاحتفال التكريمي لشهداء المواجهات مع إسرائيل.