غموض لا يزال يلف مصير صفقة الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، رغم الأجواء المتفائلة التي أوحى بها عدد من الوسطاء، من بينهم قطر ومسؤولين مصريين، فضلاً عن أميركيين.
ففيما أكد مسؤولون قريبون من المحادثات أن “الجانبين اقتربا بشكل كبير من التوصل إلى اتفاق بوساطة دولية لوقف القتال وإطلاق سراح عدد من الأسرى الذين احتجزتهم الحركة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، أفاد آخرون بالعكس”.
فقد وصف مسؤول سياسي إسرائيلي اليوم الاثنين الأنباء بشأن الاتفاق على بنود صفقة تبادل الأسرى بأنها “لا أساس لها من الصحة”، وفقاً لما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
قال المسؤول، الذي لم تذكر الهيئة اسمه، إن “الأنباء حول الاتفاق على بنود الصفقة غير صحيحة حتى الآن”.
غير أن مسؤولين مصريين قريبين من المحادثات أكدوا أن “الصفقة باتت قاب قوسين”.
وأوضحوا أن “المعنيين ناقشوا أمس الأحد اقتراحا يقضي بأن تطلق حماس سراح عدد من النساء والأطفال مقابل نفس العدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية”.
إلا أنهم لفتوا إلى أن “إسرائيل وحماس لا تزالان على خلاف حول المدة التي يجب أن يستمر فيها وقف القتال”، وفق ما نقلت “صحيفة وول ستريت جورنال.”
قال المسؤولون المصريون إنه “في أحد السيناريوهات طرحت فكرة وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، مقابل أن تطلق حماس سراح 50 امرأة وطفلاً في اليوم الأول، يليها ما يقرب من 10 أسرى في الايام التالية، مع ضمان الحركة الفلسطينية عدم فصل الأمهات عن أطفالهن”.
على أن تتم بعض عمليات التبادل عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
أما العقد أو التعقيدات الرئيسية في هذا الملف، فتكمن بحسب المصريين في عدم قدرة حماس على تحديد مصير أو مواقع كل الأسرى الذين تحتجزهم الحركة أو الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، وسط استمرا تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار فوق القطاع.
يضاف إلى ذلك بحسب المسؤولين، قيام إسرائيل على التحقق أيضًا بدقة شديدة من قائمة أسماء السجناء الفلسطينيين للتأكد من عدم ارتباط أي من المفرج عنهم بحماس.
كما تشمل التعقيدات الأخرى التوصل إلى صيغة تسمح بالدخول المستمر لما لا يقل عن 150 شاحنة مساعدات إغاثية يوميًا إلى غزة، تشمل الوقود اللازم للمستشفيات.
وكانت 3 مصادر على صلة بالمفاوضات أكدت أمس الأحد أنها استؤنفت وحققت تقدماً طفيفاً بعد توقفها عدة أيام، دون أن تصل حتى الساعة إلى نتيجة نهائية.
بدوره، أوضح نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون فاينر أن “التوصل إلى اتفاق بات أقرب من أي وقت مضى”.
ومنذ أسابيع عدة أطلقت قطر والولايات المتحدة بالإضافة إلى مصر جهوداً حثيثة بغية التوصل إلى توافق بين حماس وإسرائيل حول ملف الأسرى، يفضي إلى تسجيل اختراق ما.
إلا انه حتى الساعة لم يتم إطلاق سوى 4 أسرى منذ السابع من تشرين الأول المنصرم، يوم شن عناصر من حماس فضلاً عن مقاتلين من فصائل فلسطينية أخرى، هجوماً مباغتاً على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، واحتجزوا ما يقارب 240 أسيراً.