سجل فريق “منسقو الاستجابة” الإنساني 62 حالة انتحار في مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، منذ بداية العام الحالي. ومن بين الحالات 34 حالة باءت بالفشل، وأوضح الفريق في بيان، الثلاثاء، أن “فئة النساء تشكل الفئة الأكبر في أعداد الحالات، لعدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات”.
وتأتي في المرتبة الثانية “فئة اليافعين”، وقال البيان إنهم “من غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم”، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار والتي تشهد تزايدا ملحوظا في المنطقة، نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية.
وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، والعمل على تأمين فرص العمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة.
كما حث المنظمات على “تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل”.
وأوصى البيان بإنشاء “مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات، بعد انتشار ترويجها في المنطقة”.
ويعيش في شمال غرب البلاد 4.5 مليون شخص، نزح منهم 2.9 مليون خلال الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ اندلاعه إثر احتجاجات مناهضة للنظام السوري.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات، وقد تضاعفت معاناتهم بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة في شباط الماضي.
وسبق أن أطلقت منظمة “أنقذوا الأطفال” تحذيرات من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال السوريين، في مناطق شمال غربي سوريا.
وبحسب تقرير لها، نشر في نيسان 2021، فإن 187 حالة وفاة ناجمة عن الانتحار تعود لأشخاص هُجروا من ديارهم، مما اضطرهم للعيش بعد ذلك ظروف معيشية قاسية ضمن المخيمات المكتظة بالناس، ونقص البنية التحتية، وهي عوامل كافية لجعل الناس يشعرون بمزيد من الأسى، بحسب المنظمة.
وقالت المنظمة إن الوضع الاقتصادي المتدهور في الشمال الغربي أثر على الأشخاص الذين يكافحون من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء، وقد ساهم ذلك في زيادة مستويات التوتر بين المجتمعات.