منذ انهيار الهدنة الإنسانية التي استمرت في غزة أياماً قليلة فقط، يعيش القطاع أوضاعاً صعبة، تزامنت مع اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية أيضاً.
فقد أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الموسع في جنوب غزة إلى نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين وتفاقم الظروف الإنسانية المتردية في القطاع.
كما منع القتال توزيع المواد الغذائية، بينما احتشد السكان في أماكن صغيرة جداً بسبب أوامر الإخلاء الجديدة.
إضافة إلى ذلك، دخل الجيش الإسرائيلي خان يونس، ثاني أكبر مدن غزة، ونفّذ بها عمليات
عسكرية مجدداً، ما زاد من معاناة النزوح.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة عن “تسليم مساعدات إنسانية محدودة فقط إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، بسبب القتال الكثيف”.
وقالت إن “جميع خدمات الاتصالات توقفت بسبب انقطاع خطوط الألياف الضوئية الرئيسية”.
كما شددت على “عدم وجود أماكن آمنة في غزة، حتى التي ترفع علم الأمم المتحدة”.
وفي الضفة الغربية، لم تكن الحال أفضل أبداً، فقد نفذت الوحدات الإسرائيلية، اليوم الخميس، عمليات اقتحام طالت عدة مناطق بينها مدينة رام الله.
بينما أعلنت “كتائب الأقصى” أنها “أصابت جنديين إسرائيليين في اشتباكات بمخيم طولكرم في الضفة الغربية، خلال عملية اقتحام”، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
كذلك اعتقلت الوحدات الإسرائيلية الليلة عدداً من عمال غزة القاطنين في بلدة فرعون جنوب طولكرم، ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن “الوحدات داهمت عمارة سكنية في الحي الشرقي للبلدة، ونفذت تلك الاعتقالات”.
وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن “وحدات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الليلة مدينة طولكرم من جهتها الغربية مدعومة بآليات عسكرية وجرافات وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين”.
وقالت إن “الوحدات تمركزت في محيط مستشفى ثابت ثابت الحكومي وفرضت حصاراً مشدداً عليه ومنعت مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الخروج، بينما حاصرت مخيم نور شمس ونشرت قناصتها على أسطح البنايات العالية على طول شارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وسط تحليق المسيّرات في سماء المدينة”.
كما داهمت الوحدات عدداً من المنازل والمحال التجارية في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، ومنعت تنقل المواطنين، وأوقفت مركباتهم وقامت بتفتيشها.
وفي جنين، اعتقلت وحدات إسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، شاباً من قرية رابا، شمال شرق المدينة، وآخر من مخيم جنين، بالتزامن مع اقتحامها قرى وبلدات في المحافظة.
وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن “الوحدات الإسرائيلية اقتحمت قرى وبلدات سيلة الظهر والعطارة وعرانة والجلمة وفقوعة والعرقة وزبوبا، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.
أما عند شرق بيت لحم، اقتحمت قوة إسرائيلية مكونة من أربع دوريات مساء أمس قرية الرشايدة وتمركزت وسطها ونصبت حاجزاً عسكرياً، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية، التي أشارت أيضاً إلى “اعتقال مواطن في منطقة البقعة بعيداً عن القرية أطلق سراحه لاحقاً”.
يشار إلى أن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة كانت انتهت ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصعبة، وارتفاع ضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 16200 ضحية.
كما اتهمت حركة حماس إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمحتجزين، مؤكدة أنها “احترمت تعهداتها في موضوع النساء والأطفال”.
وأعلنت الحركة أن “الدخول في مفاوضات جديدة للتبادل مرهون بوقف تام للعدوان على قطاع غزة”.