انتقد السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، رئيس الوزراء الإسارئيلي، بنيامين نتانياهو، ووصفه، أمس الأحد، بأنه “خطر واضح وقائم على بلاده”، ودعاه إلى “الاستقالة قبل أن يلحق المزيد من الضرر بإسرائيل”.
وكشف الدبلوماسي الأميركي السابقي في منشور على منصة “إكس”، بأن “إصرار نتانياهو، على البقاء في السلطة مهما كان الثمن هو واضح وقائم على إسرائيل. عليه أن يستقيل بالأمس!”.
وجاءت تصريحات إنديك، في أعقاب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يفيد بأن “نتانياهو لم يكن على علم فقط بأن قطر تنقل ملايين الدولارات شهريا إلى غزة، حيث ساعدت في دعم حكومة حماس، بل شجع أيضا هذه التمويلات”.
ووفقاً للتقرير، سمح نتانياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون بتدفق الأموال إلى غزة على أمل أن تساعد في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وعلى الاعتقاد بأن حماس ليس لديها الرغبة، ولا القدرة على إطلاق حملة هجوم على نطاق واسع.
وكانت الصحيفة، قد ذكرت سابقاً، أن “المسؤولين الإسرائيليين كانوا يتوفرون على معلومات بشأن خطط حماس قبل عام من هجومها في السابع تشرين الاول، لكنهم تغاضوا عنها على اعتبار أن الهجوم الفعلي مستبعد”.
وكتب إنديك، الذي تم تكليفه بالعمل على صياغة اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني خلال فترة عمله كمبعوث خاص للرئيس، باراك أوباما، للشرق الأوسط بين عامي 2013 و2014، أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بحاجة إلى الاستقالة قبل أن يلحق المزيد من الضرر بإسرائيل”.
بالمقابل، سبق أن نفى نتانياهو، بشدة الاتهامات التي تقول بأنه “سمح لقطر بتمويل وتقوية حماس بأهداف تقسيم الفلسطينيين إلى معسكرات سياسية متنافسة”، واصفاً هذه المزاعم بأنها “سخيفة”.
واتهم عدد من معارضي نتانياهو في إسرائيل بأن “حكومته أمضت سنوات في تعزيز قدرات حماس بنشاط في غزة من خلال السماح لقطر بتوجيه مئات الملايين من الدولارات إلى القطاع المحاصر”.
وقال نتانياهو في مقابلة مع “أكسل سبرينغر”، الشركة الأم لبوليتيكو، إنها “كذبة كبيرة القول بأني أردت بناء قدرات حماس”، مشيراً لنفي هذه المزاعم: “لن تخوض الحرب ثلاث مرات مع حماس أو تقوم بعمليات عسكرية كبيرة إذا كنت تريد بناء حماس”.
وتأتي تعليقات السفير الأميركي السابق، مع تسارع الدعوات الموجهة لإسرائيل لتقليص حملتها العنيفة في غزة أو إنهاءها.
وقد تعهدت الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب إسرائيل، واستخدمت مؤخراً حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – وهو الإجراء الذي حظي بدعم جميع دول مجلس الأمن الأخرى تقريباً.
ومع ذلك، دعا المسؤولون الأميركيون أيضاً القادة الإسرائيليين إلى اتخاذ إجراءات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
ووفقاً لصحيفة “بوليتيكو”، فإن “الحرب في غزة، تمثل تحدياً للرئيس، جو بايدن، الذي يحاول الموازنة بين الدعم للحليف الرئيسي لأميركا في الشرق الأوسط وتصاعد مطالبات وقف إطلاق النار في بلاده، مع استمرار ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة”.
وحذر إنديك، في منشوره من أن نتانياهو “يسبب حاليا شرخا” مع بايدن الذي وصفه بأنه “صديق إسرائيل الوحيد في هذه الأزمة”.