اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن البعض في الغرب يقترحون أن تناقش موسكو السلام مع أوكرانيا لأن الولايات المتحدة وحلفاءها فشلوا في هزيمة القوات الروسية في أوكرانيا.
وبعد مضي ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا، تسيطر موسكو على حوالي 17.5% من الأراضي الأوكرانية، وفي هذا العام، فشل الهجوم المضاد الأوكراني في إحراز أي تقدم إقليمي ملموس على القوات الروسية التي دافعت عن خط المواجهة بزراعة حقول ألغام وأسراب من الطائرات المسيرة.
وأشار لافروف في مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية وقناة روسيا-24 التلفزيونية إلى أن هناك علامات على أن الغرب يغير تكتيكاته واستراتيجيته بشأن أوكرانيا.
وقال “الغرب يغير بالفعل تكتيكاته – وربما يفكر في توضيح الاستراتيجية المتبعة. لأنه إذا كانت “الهزيمة الاستراتيجية لروسيا” تعد استراتيجية، فإن هذه الاستراتيجية فشلت فشلاً ذريعاً”.
وأوضح لافروف الذي أكد مجدداً أن موسكو ستحقق كل أهدافها في أوكرانيا: “هناك بعض المقاربات والتلميحات: لم لا تلتقي (روسيا) مع طرف في أوروبا مستعد لمناقشة مسألة أوكرانيا دون إشراك أوكرانيا نفسها”.
وشدد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً على أنه مستعد لإجراء محادثات بشأن السلام مع أوكرانيا ولكن وفقاً لشروط روسيا. من جهتهم، قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أنه ينتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024 قبل أن يقوم بأي تحرك جاد نحو السلام.
وتقول أوكرانيا إنها لن تهدأ حتى يتم طرد آخر جندي روسي من أراضيها التي تشكلت حدودها عام 1991 عندما تفكك الاتحاد السوفيتي. من جهته يقول الغرب إنه لن يدفع أوكرانيا نحو السلام.
ويصور بوتين حرب أوكرانيا على أنها معركة من أجل بقاء روسيا في مواجهة الغرب المتغطرس الذي يقول إنه يخطط لتقسيم روسيا وسرقة مواردها الطبيعية الهائلة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الغرب لا يسعى إلى تدمير روسيا لكنه يريد أن تهزم كييف القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية. وقال بايدن أيضاً في عام 2022، إن روسيا عانت من “فشل استراتيجي” في أوكرانيا.
وقال لافروف، الذي يتولى منصبه منذ عام 2004، اليوم الخميس أيضاً، إن القوى الغربية الكبرى اجتمعت “سراً” منذ حوالي عشرة أيام في إطار اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بالإضافة إلى الدول النامية لبحث “صيغة سلام” اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أنهم اتفقوا على عقد اجتماع آخر في يناير و”قمة سلام” في فبراير بناء على صيغة زيلينسكي للسلام.
وتدعو خطة زيلينسكي للسلام المكونة من 10 نقاط إلى انسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال القتالية واستعادة حدود الدولة الأوكرانية مع روسيا. وتقول موسكو إن فكرة زيلينسكي عبثية لأنها لا تشرك روسيا في المحادثات.