على الرغم من ارتفاع وتيرة التوتر الإقليمي وسط مخاوف دولية وإقليمية من توسع الصراع المندلع منذ السابع من تشرين الاول الماضي بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، يبدو أن إيران متمسكة بما يعرف بـ”الصبر الاستراتيجي”.
فبعد الهجومين المتزامنين اللذين ضربا محافظة كرمان جنوب البلاد، واغتيال إسرائيل القيادي في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل “الحزب”، فضلاً عن اغتيال رضي موسوي القيادي الكبير بالحرس الثوري في سوريا، الأسبوع الماضي، لا تزال تعليمات المرشد الإيراني علي خامنئي تقضي بالتحلي بالصبر.
فقد كشف شخصان مطلعان على المناقشات الداخلية الإيرانية، أن “خامنئي يبدو أكثر حذراً”، حسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
ولفتا إلى أنه “أصدر تعليماته للقادة العسكريين باتباع الصبر الاستراتيجي، وتجنب إدخال إيران في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة بأي ثمن”.
كما أشارا إلى أن “المرشد الإيراني أمر الجيش بالحد من الانتقام من العمليات السرية ضد إسرائيل أو هجمات الميليشيات الوكيلة على القواعد الأميركية في سوريا والعراق”.
وكان خامنئي توعّد، أمس الأربعاء، بـ”ردّ قاس” على الهجوم المزدوج الذي طال موقعين في محافظة كرمان. وأكد في بيان أن “هذه الكارثة ستلقى رداً قاسياً بإذن الله”.
فيما أعلنت طهران، اليوم الخميس يوم حداد وطني في سائر أنحاء البلاد.
يذكر أن 95 شخصاً قتلوا أمس جنوبي إيران، في تفجيرين شبه متزامنين استهدفا حشوداً كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ووقع التفجيران في محافظة كرمان قرب مقبرة الشهداء حيث يرقد سليماني، في ظل ظروف إقليمية شديدة التوتر على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.