الحاجة كبيرة.. هذه هي وسيلة نساء غزة لشراء الطعام!

1 مارس 2024
الحاجة كبيرة.. هذه هي وسيلة نساء غزة لشراء الطعام!

نشر موقع “الخليج أونلاين” تقريراً تحت عنوان: “غلاء وغياب للدخل.. بيع الذهب وسيلة نساء غزة لشراء الطعام”، وجاء فيه:

 

اضطرت السيدة نعمة عاشور لبيع عقد ذهب ورثته عن والدتها، خلال نزوحها في مدينة رفح من أجل الحصول على بعض المال لشراء الطعام والشراب لعائلتها، خاصة مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الخامس، وتوقف دخل العائلة، وغلاء الأسعار الجنوني في القطاع.


وبحسرة كبيرة علت وجهها، تقول نعمة لـ”الخليج أونلاين”: “نفذ المال معنا بسبب الحرب المستمرة وغلاء الأسعار في الأسواق وعدم وجود عمل أو راتب شهري لنا، لذلك ذهبت إلى بيع عقد الذهب الذي ورثه عن والدتي رحمة الله عليها”.

وتعد نعمة واحدة من آلاف السيدات اللواتي يتواجدن في محلات بيع المجوهرات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة من أجل بيع بعض الحلي لمساندة أزواجهن، مع استمرار الحرب وغلاء الأسعار.

وتشهد أسواق مدينة رفح التي نزح إليها أكثر من 70% من سكان غزة، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار خاصة المواد الغذائية بسبب نقص إدخالها عبر معبر رفح، وندرة وجودها في الأسواق، وغياب الرقابة من قبل الجهات الرسمية للقطاع.

مجاعة متزايدة

ويواجه سكان قطاع غزة خاص محافظات الشمال مجاعة متزايدة نتيجة عدم دخول المساعدات الغذائية لهم بالشكل الكافي، إضافة إلى عدم وجود البضائع بكميات كبيرة لتغطية احتياجاتهم.

توضح نعمة (45 عاماً) وهي نازحة من مدينة غزة إلى الجنوب، أن أسعار المواد الغذائية في أسواق رفح ارتفعت بأكثر من 10 أضعاف نتيجة غياب الرقابة، وقلة توفر البضائع، وتقول: “سعر كيلو السكر في حال توفر بالأسواق وصل إلى 90 شيكل (25 دولار) في حين كان قبل الحرب 2.5 شيكل أقل من دولار واحد، وكذلك كرتونة البيض وصلت إلى 70 شيكل (19 دولار) في حين كانت قبل الحرب 10 شيكل (2 دولار)، وشوال الدقيق في مدينة غزة وصل إلى 2500 شيكل (700 دولار) في حين كان قبل الحرب بـ30 شيكل (8 دولار)”.

وتضطر نعمة كباقي النازحين في رفح إلى شراء احتياجاتهم المختلفة من الأسواق بأسعار غالية الثمن لعدم وجود بديل لهم وعدم توفرها.

كذلك، ذهبت أم مؤمن العمري إلى محل المجوهرات في منطقة سوق العودة بمدينة رفح من أجل بيع أونصة سويسرية كانت قد اشترتها قبل سنوات لحفظ مبلغ مالي كانت حصلت عليه من ميراث والدها.

وفي حديث عبر “الخليج أونلاين”، قال “أم مؤمن”: “لم يتبقَ مع زوجي أي مبلغ من المالي نتيجة طول شهور الحرب وغلاء الأسعار، وعدم وجود أي دخل شهري لنا، فقمت ببيع الأونصة بدون أي تردد”.

وتصف أسعار المواد الغذائية في أسواق رفح بـ”الجنون” ووصولها إلى عشرة أضعاف، إضافة إلى عدم توفرها بكميات كبيرة أو بجودة عالية أيضاً، خاصة في ظل عدم وجود أي جهة تراقب مدى صحة تلك المواد الغذائية.

وأوضحت أن عائلتها المكونة من 6 أفراد تحتاج إلى 100 دولار كاملة في حال أرادت شراء كيلو لحمة لتناول وجبة غذاء في حالة توفرت في الأسواق، إضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار الخضروات.

ولا تعرف أم مؤمن ماذا ستفعل في حالة نفذ المبلغ المالي الذي حصلت عليه بعد بيعها للأونصة الذهبية، واشتكت من أن المساعدات التي تصل إليهم في خيمة النزوح بمدينة رفح شحيحة جداً وهي عبارة عن 3 معلبات من الفول والفاصوليا توزع عليهم مرتين في الأسبوع، ولا تكفي لأفراد عائلته.

انتعاش بيع الذهب

كذلك، يؤكد محمد عدوان، وهو صاحب محل مجوهرات في مدينة رفح، أن شراء الذهب انتعش بالمدينة خاصة مع إقبال آلاف النساء بشكل يومي لبيع حلي الذهب معهن.

ويقول عدوان في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “الكثير من النساء اللواتي قمن ببيع ما معهن من ذهب أكدت أنهن أجبروا على ذلك بسبب ظروف حياة النزوح وعدم وجود سيولة مالية معهن”.

وأوضح أن النساء يقمن ببيع الذهب من أجل شراء معدات للخيمة، وطعام وشراب لعوائلهم في ظل ارتفاع الأسعار الكبير.

ويشير إلى أن أسعار الذهب لم تشهد أي تغيير كبير، حيث يتم شراء الجرام الواحد بـ37 دينار أردني (52 دولار) في حين كان قبل الحرب كان السعر (39 دينار).

جهود رسمية

بدورها، أكدت وزارة الاقتصاد في غزة على استمرار جهودها في ضبط الأسعار، والعمل مع التجار من أجل استمرار توفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والمواد التموينية.

وشددت الوزارة على تكامل الجهود مع الجهات ذات العلاقة كالشرطة والنيابة العامة في منع الاحتكار والاستغلال، مطمئنة سكان رفح بتوفر جميع السلع والمواد الأساسية في السوق.

ولفتت إلى أنها كثفت جهودها خلال الأسابيع الأخيرة في متابعة الأسواق، من خلال الجولات الميدانية في محافظة رفح كافة، برفقة الدوائر المختصة بوزارة الاقتصاد. (الخليج أونلاين)