لماذا تريد إسرائيل السيطرة على حي الزيتون؟

4 مارس 2024
لماذا تريد إسرائيل السيطرة على حي الزيتون؟

أعادت القوات الإسرائيلية انتشارها في الجانب الشرقي من حي الزيتون، في إشارة لإصرارها على البقاء في الحي الذي تراه ضمانة لسيطرتها على شمال قطاع غزة.

ووفق تقارير عسكرية، فإن الأهمية الاستراتيجية لحي الزيتون بالنسبة إلى إسرائيل تعود إلى أنه نافذة على شارعَي الجلاء وصلاح الدين اللذين تسعى إسرائيل للسيطرة عليهما كشارعين رئيسيين، بهدف عزل مناطق القطاع عن بعضها.

وكان يقطنه نحو 78 ألف نسمة، ويعد أعلى الأحياء كثافة في العالم، ومن مصلحة إسرائيل عدم عودة هذا العدد الكبير. كما أنه المدخل الجنوبي لمدينة غزة. وإن المساحات الواسعة لأشجار الزيتون بالحي ميّزته عسكريا؛ حيث جعلته أحد أكثر أحياء غزة قدرة على إفشال اقتحامات الجيش الإسرائيلي.

ما أهميّته التاريخية؟

تأسّس حي الزيتون في ثلاثينيات القرن الماضي، واستقبل مهجّري نكبة عام 1948، وتعود تسميته لأشجار الزيتون الكثيفة المزروعة في مساحات واسعة؛ ما جعله رئة لقطاع غزة، كما توجد به معالم تراثية، ويحمل سجلا لأحداث تاريخية، منها: به مساجد أثرية مثل “جامع الشمعة”، ومسجد “العجمي”، وجامع “كاتب الولاية” الذي يضم مئذنة عتيقة، مكتوبا عليها كتابات منذ 735 ميلادية. ويضمّ مقبرة يطلق عليها “تربة الشهداء”، تتوسّطها أعمدة رخامية، نُقِشت عليها شهداء قُتلوا وهم يدافعون عن المدينة ضد الغزاة.

كما يضمّ آثارا إسلامية وكنيسة “برفيريوس”، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم؛ وبُنيت في القرن الخامس الميلادي، وقصفها الجيش الإسرائيلي في 17 تشرين الأول الماضي.

ويقع حي الزيتون في قلب المدينة القديمة، ويخترقه شارع عمر المختار أحد أشهر شوارع غزة، ويضم أسواقا تجارية؛ أشهرها “سوق السروجية”. ويضمّ المستشفى المعمداني الشهير الذي بُني مع تأسيس الحي، وشهد مجزرة مروعة في 17 تشرين الاول، راح ضحيتها أكثر من 700 فلسطيني.

اكتسب حي الزيتون شهرته العسكرية لمواجهته التوغلات الإسرائيلية في حروب 2004 و2008 و2014؛ حيث تنطلق منه الفصائل الفلسطينية لمهاجمة نقاط انتشار القوات الإسرائيلية في شمال القطاع، كما توجد بها شبكات لأنفاق حركة حماس.

هذا ويرصد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسبابا أخرى لأهمية حي الزيتون بالنسبة إلى إسرائيل في الحرب الحالية، وهي أن إسرائيل تسعى للسيطرة على الحي لفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه. زهذا الفصل يمكّن الجيش الإسرائيلي من قطع الإمدادات اللوجيستية عن الفصائل الفلسطينية ونقاط اتصالها، لكن لم يستطِع الدخول إلا للجزء الجنوبي.

كما يمثّل الحي نقطةَ دخول المساعدات الغذائية بين الشمال والجنوب عبر دوار الكويت وشارع صلاح الدين، ويمرّ فيه شارع الرشيد البحري، وهو متداخل مع أحياء أخرى من الغرب والشمال؛ ما يسمح بهامش واسع من حرية الحركة والتنقل والتمركز للمقاتلين الفلسطينيين.

داخله تتمترس كتيبة الزيتون، التابعة لكتائب القسام، التي تملك خبرة في حرب الشوارع والعصابات؛ ما تسبّب في أن الجيش ما زال في الجزء الجنوبي الشرقي؛ حيث الكثافة السكانية متدنية.

كذلك شكّلت الفصائل ما يسمّى بـ”الفريق القتالي”، وهو مكون من 4 مقاتلين مسلحين يُكلفون بمهمات، ويختفون في الأزقة والشوارع الضيقة ضمن أساليب حرب العصابات. (سكاي نيوز)