ميناء غزة المؤقت.. تحديات وصعوبات تلوح في الأفق

11 مارس 2024
ميناء غزة المؤقت.. تحديات وصعوبات تلوح في الأفق

يسارع الجيش الأميركي إلى إنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة، لإيصال المساعدات إلى أكثر من 2 مليون شخص، لكن هذه العملية تواجه تحديات كبيرة.

ونقل تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، السبت، عن دبلوماسيين ومسؤولي إغاثة، أن الجهود الإنسانية لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق، “تواجه تحديات لوجستية وأخرى متعلقة بالتكلفة والأمن”.

وكانت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” قد قالت، السبت، إن الجيش الأميركي أرسل السفينة “فرانك إس بيسون” التابعة للفيلق الثامن عشر. وقد غادرت السفينة قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة في طريقها إلى شرق البحر المتوسط.

وأضافت في بيان عبر حسابها على منصة “إكس”، أن “السفينة تحركت بعد أقل من 36 ساعة” من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر.

 

وأشارت إلى أن سفينة الدعم اللوجستي “بيسون” تحمل “المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية” الحيوية.

ولفت تقرير نيويورك تايمز إلى أن صور أطفال غزة الذين يتضورون جوعا تجعل الخطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضرورية، بحسب الدبلوماسيين والمسؤولين الإغاثيين، وذلك في ظل الإجراءات المشددة التي تفرضها إسرائيل، التي تتسبب في إبطاء شحنات المساعدات البرية من الماء والغذاء والدواء، على حد تعبيرهم.

 

كما أن الممر البحري لإرسال المساعدات من قبرص إلى غزة، من المرجح أن يستغرق إتمامه عدة أسابيع أو أشهر، وذلك في ظل الحاجة لإنشاء ميناء مؤقت، قبل الوصول إلى الهدف المتمثل في توفير مليوني وجبة يوميا لسكان غزة.

وتستعد أول سفينة محملة بمساعدات، للإبحار من قبرص إلى غزة المهددة بالمجاعة.

وكررت الأمم المتحدة مطلع مارس الجاري، تحذيرها من أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع.

وقالت منظمة “أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية، إن السفينة التي رست قبل 3 أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي، “ستكون جاهزة” للإبحار في وقت لاحق، لكنها تنتظر الإذن النهائي.

وأوضحت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية تفتش حمولة “200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة” في ميناء لارنكا. ولفتت إلى أن منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية الأميركية، التي دخلت في شراكة مع “أوبن آرمز”، لديها فرق في قطاع غزة المحاصر تقوم “بإنشاء رصيف” لتفريغ الشحنة.

وستكون هذه أول شحنة تنقل إلى غزة عبر الممر البحري.

وتواجه الخطة انتقادات رغم أنها “طموحة”، بحسب تقرير نيويورك تايمز، الذي أشار إلى أن مسؤولي الإغاثة “اعتبروا أن السماح بإيصال المساعدات بالشاحنات هو الطريقة الأكثر فعالية لمساعدة سكان غزة”، وكرروا دعوة إسرائيل على فتح نقاط عبور جديدة شمالي غزة وتخفيف القيود المفروضة على الدخول.

ومن بين التحديات التي تواجه الخطة أيضًا بجانب الوقت، هو أن غزة رغم أنها تمتلك ميناء بالفعل، فإن مياهها الساحلية الضحلة جدا ستسبب صعوبة بالنسبة لمعظم السفن في الرسو، خاصة المراكب الكبيرة الضرورية لنقل كميات هائلة من المساعدات اللازمة للفلسطينيين.

كما تشير تقديرات إلى أن تلك الجهود مكلفة، وربما تصل تكلفة إنشاء الرصيف العائم ونفقات الشحن إلى عشرات الملايين من الدولارات على مدى عدة أشهر.

 

 

وتبقى أيضًا مشكلة التوزيع والتأمين عائقا كبيرا، حيث أوضح التقرير أن الولايات المتحدة أكدت أنه لن يكون لها قوات على الأرض، وذلك في ظل فراغ أمني في القطاع بعد إسقاط حكومة حماس (المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية)، مما تسبب في فوضى على نطاق واسع، خصوصا شمالي القطاع.

ونقلت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين بالأمم المتحدة قالوا إن “الموظفين المتبقين في الشرطة المدنية التابعة لحماس يمكنهم توفير الأمن خلال عملية وصول المساعدات”، لكن هذه خطوة من المرجح أن تكون مرفوضة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.

كما أشار التقرير إلى أنه “من الممكن أن يرسل الجيش الإسرائيلي دوريات مع قوافل المساعدات خلال دخولها القطاع، لكن وجودها سيشكل تحديا للأمم المتحدة، التي تحاول تجنب أن يتم النظر إليها على أنها مقربة من أحد طرفي الصراع”.

وتنسق الأمم المتحدة قوافل المساعدات الحالية مع إسرائيل، لكن لا تطلب من الجيش الإسرائيلي تأمينها.

وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75 بالمئة من السكان، نزحوا داخل غزة، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.

وكثفت إسرائيل، الشهر الماضي، قصفها لمدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يتكدس نحو 1.5 مليون شخص.

وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة “مرتفعة جدا”، وأعلى بنحو 3 أمثال مما عليه الوضع في جنوب القطاع الفلسطيني، حيث تتوفر مساعدات أكثر. (الحرة)