كان الأطفال بيومهم الدراسي الخميس الماضي في مدرسة كوريغا حين اقتحم عشرات المسلحين المدرسة الواقعة في قرية زراعية، على بعد 100 كيلومتر من مدينة كادونا، وخطفوا أكثر من 280 طالبا تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاما من بين نحو ألف طالب في المدرسة.
وتم اختطاف 15 طفلاً آخرين في هجوم آخر على مدرسة في سوكوتو، السبت.
ويقول المراقبون إن تمشيط مساحات الغابات قد يستغرق أسابيع، بحسب صحيفة “الغارديان”.
وكانت عمليتا الاختطاف الأحدث في سلسلة من عمليات الاختطاف الجماعية التي ينفذها مسلحون في أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، حيث تستهدف العصابات الإجرامية المدارس والكليات والطرق السريعة وأماكن العبادة لطلب فدى.
وتم احتجاز أكثر من 200 شخص آخرين، معظمهم من النساء والأطفال النازحين بسبب الصراع، في هجوم منفصل في ولاية بورنو، شمال شرقي البلاد الأسبوع الماضي.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن اختطاف الطلاب من المدرستين. ويشتبه في أن مسلحين متشددين يشنون تمردا في شمال شرق البلاد نفذوا عملية الاختطاف في بورنو.
“مشينا ساعات”
وكان مصطفى أبو بكر (18 عاما) واحدا ممن خطفهم المهاجمون واقتادوهم إلى الغابة، لكن طالب المدرسة الثانوية تمكن من الفرار.
ويقول الشاب الذي لا يزال يعاني من الصدمة لوكالة فرانس برس “مشينا ساعات في الحر الشديد حتى شعرنا بالإرهاق والعطش”.
ويؤكد أن قطاع الطرق خطفوا فتيات أكثر من الأولاد.
يوضح مصطفى أنه في 3 مناسبات، حلقت طائرة مقاتلة فوقهم، لكن في كل مرة، كان خاطفوهم يأمروهم بالاستلقاء على الأرض، وخلع قمصانهم المدرسية البيضاء حتى لا يتم تمييزهم.
ويضيف الشاب “ما زلت أعاني من الهلوسة ليلا، أسمع أصوات الدراجات النارية خارج منزلي، وكأنهم قادمون لاختطافي”.
عاجزون
وتابع العديد من أولياء الأمور، بلا حول ولا قوة الهجوم، على المدرسة، متوسلين المهاجمين لإطلاق سراح أطفالهم.
في منزل مختار القرية، تقول أمينة عبد الله التي خطف طفلاها “لم نتمكن من فعل أي شيء” والآن “لا نعرف ما الذي يمر به أطفالنا”.
أما حارس المدرسة عبد الله موسى (76 عاما) فقد خطفه بدوره قطاع طرق من مزرعته خارج كوريغا، وأطلقوا سراحه قبل يومين من عملية الخطف الجماعي. ويقول “لقد أخذوا الأطفال من المدرسة إلى الأدغال، مثل الرعاة مع مواشيهم”.
وكان المدرس ساني حسن يتناول وجبة الإفطار في مطعم قريب من المدرسة عندما تعرضت مدرسته للهجوم.
تم اختطاف أكثر من 3500 شخص في جميع أنحاء نيجيريا العام الماضي، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وقال جيمس بارنيت، الباحث في شؤون غرب أفريقيا في معهد هدسون، ومقره الولايات المتحدة، للوكالة إن العصابات “تكيف استراتيجياتها وتعزز وجودها في الشمال الغربي من خلال الابتزاز”.
وفي نيسان 2014، أثار مسلحو بوكو حرام غضبا دوليا عندما اختطفوا أكثر من 250 تلميذة من شيبوك في ولاية بورنو. ولا تزال بعض هؤلاء الفتيات في عداد المفقودين.