رأت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “في ظل التحذيرات اليومية من وكالات الإغاثة بشأن الوضع المذري الذي يواجه المدنيين الفلسطينيين في غزة، ينبغي للقوى العالمية أن تبحث عن طرق جديدة للتخفيف من معاناتهم. إن أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في معاناة الفلسطينيين المحاصرين في صراع غزة هو الصعوبات العديدة التي تواجهها قوافل المساعدات في جهودها لتوفير الإغاثة الإنسانية الكافية. وسواء كان الأمر يتعلق بالضوابط الصارمة التي تطبقها قوات الدفاع الإسرائيلية، التي تسيطر على طرق الإمداد الرئيسية والتي تشعر بالقلق بحق بشأن تحويل الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى شبكة حماس، أو بالفلسطينيين اليائسين الذين يهرعون باتجاه القوافل لحظة دخولها غزة، فإن ضمان التوزيع المنظم والمتساوي للغذاء والدواء على المحتاجين يمثل تحديًا كبيرًا”.
وبحسب الصحيفة، “تزداد القضية تعقيدا بسبب السياسة السائدة، حيث تدعي وكالات الإغاثة أن إسرائيل تعرقل عمدا عمليات التسليم كشكل من أشكال العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، تصر الحكومة الإسرائيلية على أن أكثر من 14000 شاحنة من المساعدات دخلت غزة خلال الأشهر الخمسة التي تلت بدء الصراع، وهو عدد أكثر من كافٍ لإبعاد الجوع. إن النزاع، الذي أدى مؤخراً إلى ادعاءات بأن الفلسطينيين يموتون جوعا، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة، دفع الآن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى استكشاف خيارات بديلة لضمان إمدادات المساعدات الكافية لغزة”.
وتابعت الصحيفة، “غادرت الأربعاء سفينة إسبانية محملة بـ 200 طن من الإمدادات الغذائية ميناء لارنكا القبرصي متجهة إلى غزة في إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي لفتح ممر بحري إلى غزة. بالإضافة إلى ذلك، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن سفينة مساعدات إنسانية إلى غزة، وقال إن القوات الأميركية ستبني رصيفًا عائمًا مؤقتًا للسماح بتوفير الإمدادات الحيوية إلى القطاع. إن مدى التأثير الذي قد تخلفه هذه المبادرات على أزمة المساعدات في المستقبل القريب أمر مشكوك فيه. ويقول البنتاغون إن الأمر قد يستغرق حوالي 60 يومًا قبل أن يصبح الرصيف في غزة جاهزًا للعمل، وفي ذلك الوقت قد تكون الحرب قد انتهت”.
وأضافت الصحيفة، “من غير المؤكد أيضًا أن الجيش الإسرائيلي سيضمن المرور الآمن لسفن المساعدات التي تبحر من قبرص، حتى لو زعمت أنها تعمل تحت رعاية الاتحاد الأوروبي. وكانت المرة الأخيرة التي تمت فيها محاولة تنفيذ عملية شحن مماثلة في عام 2010، أي عندما سعت ما يسمى بأسطول حرية غزة، وهو مجموعة من ست سفن تجارية نظمتها حركة غزة الحرة، إلى توصيل المساعدات، والتي انتهت بمقتل العديد من ركاب الأسطول عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية السفن”.
وبحسب الصحيفة، “تصر السلطات الإسرائيلية على دعمها للمبادرات الحالية لإنشاء ممرات بحرية، بل إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اقترح أن هذه الإجراءات يمكن أن تساعد في تسريع تحقيق هدف إسرائيل النهائي المتمثل في تدمير حماس، معلنا أن “العملية مصممة لتقديم المساعدات مباشرة إلى السكان وبالتالي مواصلة انهيار حكم حماس في غزة”. ومع ذلك، هناك طريقة أخرى للنظر إلى المبادرة، حيث تؤدي، بدلاً من تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة، إلى تصعيد كبير في الأعمال العدائية. كان أحد الأهداف الرئيسية للغرب منذ شنت حركة حماس المدعومة من إيران هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي، حصر الأعمال العدائية في المناطق المحيطة مباشرة بقطاع غزة. وقد تم تقويض هذه السياسة بسبب محاولات الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، مثل المتمردين الحوثيين في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، لتوسيع نطاق الصراع”.
وتابعت الصحيفة، “إن مجرد وجود القوات الأميركية على هذا القرب من حماس قد يشجع هذه الجماعات على شن هجمات مباشرة، وبالتالي إرغام واشنطن على الانخراط عسكرياً في الصراع في غزة. وهناك اعتبار مهم آخر وهو أن الكثير من البيانات التي تقدمها المجموعات الإنسانية لدعم المزاعم بأن غزة تواجه مجاعة واسعة النطاق تقدمها حماس نفسها، التي يتمثل هدفها الأساسي في تشويه سمعة كل من إسرائيل وحلفائها. وفي الوقت نفسه، تحطمت صدقية الأمم المتحدة في العمل كوسيط نزيه في قضايا المساعدات في غزة بسبب الادعاء بأن العديد من الأعضاء الفلسطينيين في الأونروا، منظمة الإغاثة البارزة التابعة للأمم المتحدة في القطاع، شاركوا بنشاط في هجوم السابع من تشرين الأول”.
وأضافت الصحيفة، “رغم أن دوافعهم قد تكون مثيرة للإعجاب، إلا أنه يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يتوخوا الحذر، حتى لا ينزلقوا إلى الفخ المميت الذي نصبته لهم حماس ومؤيدوها الإيرانيون، بينما يسعون إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة. وقد أظهرت طهران بالفعل رغبتها في تصعيد حرب غزة إلى صراع إقليمي من خلال تشجيع هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي يعتمد معظمها على الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع”.
وختمت الصحيفة، “لا يوجد شيء قد ترغب فيه إيران أكثر من رؤية الولايات المتحدة وحلفائها وقد انجرفوا إلى صراع فوضوي آخر في الشرق الأوسط، بغض النظر عن التأثير الكارثي الذي قد تخلفه مثل هذه النتيجة على محنة الفلسطينيين العاديين”.
رأت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “في ظل التحذيرات اليومية من وكالات الإغاثة بشأن الوضع المذري الذي يواجه المدنيين الفلسطينيين في غزة، ينبغي للقوى العالمية أن تبحث عن طرق جديدة للتخفيف من معاناتهم. إن أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في معاناة الفلسطينيين المحاصرين في صراع غزة هو الصعوبات العديدة التي تواجهها قوافل المساعدات في جهودها لتوفير الإغاثة الإنسانية الكافية. وسواء كان الأمر يتعلق بالضوابط الصارمة التي تطبقها قوات الدفاع الإسرائيلية، التي تسيطر على طرق الإمداد الرئيسية والتي تشعر بالقلق بحق بشأن تحويل الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى شبكة حماس، أو بالفلسطينيين اليائسين الذين يهرعون باتجاه القوافل لحظة دخولها غزة، فإن ضمان التوزيع المنظم والمتساوي للغذاء والدواء على المحتاجين يمثل تحديًا كبيرًا”.
وبحسب الصحيفة، “تزداد القضية تعقيدا بسبب السياسة السائدة، حيث تدعي وكالات الإغاثة أن إسرائيل تعرقل عمدا عمليات التسليم كشكل من أشكال العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، تصر الحكومة الإسرائيلية على أن أكثر من 14000 شاحنة من المساعدات دخلت غزة خلال الأشهر الخمسة التي تلت بدء الصراع، وهو عدد أكثر من كافٍ لإبعاد الجوع. إن النزاع، الذي أدى مؤخراً إلى ادعاءات بأن الفلسطينيين يموتون جوعا، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة، دفع الآن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى استكشاف خيارات بديلة لضمان إمدادات المساعدات الكافية لغزة”.
وتابعت الصحيفة، “غادرت الأربعاء سفينة إسبانية محملة بـ 200 طن من الإمدادات الغذائية ميناء لارنكا القبرصي متجهة إلى غزة في إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي لفتح ممر بحري إلى غزة. بالإضافة إلى ذلك، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن سفينة مساعدات إنسانية إلى غزة، وقال إن القوات الأميركية ستبني رصيفًا عائمًا مؤقتًا للسماح بتوفير الإمدادات الحيوية إلى القطاع. إن مدى التأثير الذي قد تخلفه هذه المبادرات على أزمة المساعدات في المستقبل القريب أمر مشكوك فيه. ويقول البنتاغون إن الأمر قد يستغرق حوالي 60 يومًا قبل أن يصبح الرصيف في غزة جاهزًا للعمل، وفي ذلك الوقت قد تكون الحرب قد انتهت”.
وأضافت الصحيفة، “من غير المؤكد أيضًا أن الجيش الإسرائيلي سيضمن المرور الآمن لسفن المساعدات التي تبحر من قبرص، حتى لو زعمت أنها تعمل تحت رعاية الاتحاد الأوروبي. وكانت المرة الأخيرة التي تمت فيها محاولة تنفيذ عملية شحن مماثلة في عام 2010، أي عندما سعت ما يسمى بأسطول حرية غزة، وهو مجموعة من ست سفن تجارية نظمتها حركة غزة الحرة، إلى توصيل المساعدات، والتي انتهت بمقتل العديد من ركاب الأسطول عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية السفن”.
وبحسب الصحيفة، “تصر السلطات الإسرائيلية على دعمها للمبادرات الحالية لإنشاء ممرات بحرية، بل إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اقترح أن هذه الإجراءات يمكن أن تساعد في تسريع تحقيق هدف إسرائيل النهائي المتمثل في تدمير حماس، معلنا أن “العملية مصممة لتقديم المساعدات مباشرة إلى السكان وبالتالي مواصلة انهيار حكم حماس في غزة”. ومع ذلك، هناك طريقة أخرى للنظر إلى المبادرة، حيث تؤدي، بدلاً من تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة، إلى تصعيد كبير في الأعمال العدائية. كان أحد الأهداف الرئيسية للغرب منذ شنت حركة حماس المدعومة من إيران هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي، حصر الأعمال العدائية في المناطق المحيطة مباشرة بقطاع غزة. وقد تم تقويض هذه السياسة بسبب محاولات الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، مثل المتمردين الحوثيين في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، لتوسيع نطاق الصراع”.
وتابعت الصحيفة، “إن مجرد وجود القوات الأميركية على هذا القرب من حماس قد يشجع هذه الجماعات على شن هجمات مباشرة، وبالتالي إرغام واشنطن على الانخراط عسكرياً في الصراع في غزة. وهناك اعتبار مهم آخر وهو أن الكثير من البيانات التي تقدمها المجموعات الإنسانية لدعم المزاعم بأن غزة تواجه مجاعة واسعة النطاق تقدمها حماس نفسها، التي يتمثل هدفها الأساسي في تشويه سمعة كل من إسرائيل وحلفائها. وفي الوقت نفسه، تحطمت صدقية الأمم المتحدة في العمل كوسيط نزيه في قضايا المساعدات في غزة بسبب الادعاء بأن العديد من الأعضاء الفلسطينيين في الأونروا، منظمة الإغاثة البارزة التابعة للأمم المتحدة في القطاع، شاركوا بنشاط في هجوم السابع من تشرين الأول”.
وأضافت الصحيفة، “رغم أن دوافعهم قد تكون مثيرة للإعجاب، إلا أنه يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يتوخوا الحذر، حتى لا ينزلقوا إلى الفخ المميت الذي نصبته لهم حماس ومؤيدوها الإيرانيون، بينما يسعون إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة. وقد أظهرت طهران بالفعل رغبتها في تصعيد حرب غزة إلى صراع إقليمي من خلال تشجيع هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي يعتمد معظمها على الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع”.
وختمت الصحيفة، “لا يوجد شيء قد ترغب فيه إيران أكثر من رؤية الولايات المتحدة وحلفائها وقد انجرفوا إلى صراع فوضوي آخر في الشرق الأوسط، بغض النظر عن التأثير الكارثي الذي قد تخلفه مثل هذه النتيجة على محنة الفلسطينيين العاديين”.