وقالت المجلة في تقريرها إنه حتى لو اتفقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار فإن الحياة الطبيعية لن تعود إلى غزة في أي وقت قريب.
وقد يكون الخطر الأكبر الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة على المدى الطويل هو الافتقار إلى الحكومة تماماً، وقد تنضم غزة ما بعد الحرب إلى صفوف ليبيا والصومال واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من صراع شبه مستمر منخفض المستوى وأزمات إنسانية مستمرة.
وفي تاريخ غزة الحديث، حكمت أنظمة مختلفة القطاع ونادرًا ما فعلت ذلك لصالح سكانه، فبعد انتهاء الاستعمار البريطاني في سنة 1948، تقدّمت القوات المصرية إلى غزة كجزء من هجومها على إسرائيل، وحافظت على سيطرتها على المنطقة في اتفاقية الهدنة سنة 1949 بين مصر وإسرائيل.
وفي السنوات التالية، سعت مصر إلى قمع واستغلال النشاط الفلسطيني والإسلام السياسي، وكانت الغارات الفلسطينية عبر الحدود أداة ضد إسرائيل. وفي خمسينيات القرن الماضي، ساهمت الغارات المتكررة عبر الحدود في اتخاذ إسرائيل قراراً بخوض الحرب ضد مصر في سنة 1956.
وذكرت المجلة أنه عندما استولت إسرائيل على السلطة بعد غزو غزة في حرب سنة 1967، كانت تخشى أيضاً النشاط الفلسطيني، رغم أنها كانت أكثر تساهلاً من مصر في السماح للإسلام السياسي بالتطور. وظل القطاع يخضع لحكم سيء في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي كان أقل اهتماماً برفاهية الفلسطينيين وأكثر قلقاً بشأن دعمهم للقومية الفلسطينية.
وتولت السلطة الوطنية الفلسطينية، التي سبقت السلطة الفلسطينية، حكم غزة وأجزاء من الضفة الغربية كجزء من اتفاقيات أوسلو، وتولت السيطرة على القطاع في سنة 1994 تحت قيادة ياسر عرفات.
ومع أن القادة الفلسطينيين كانوا في النهاية تحت الحكم الفلسطيني، إلا أنهم كانوا في المقام الأول من الشتات، وليس من غزة، وقد ركزت السلطة الفلسطينية أكثر على الضفة الغربية وظلت غزة مهملة مرة أخرى.
وأضافت المجلة أن إسرائيل أعادت احتلال غزة أثناء الانتفاضة الثانية التي بدأت سنة 2000، ثم انسحبت في سنة 2005. ومع أن إسرائيل أضعفت قدرات حماس، إلا أنها فازت بالانتخابات البرلمانية في سنة 2006، ثم استولت على السلطة في غزة في سنة 2007. وفي بعض النواحي، تحسنت حياة الفلسطينيين في القطاع حيث شنت حماس حملة على الجريمة، وسحقت أمراء الحرب المحليين، وقدمت الخدمات الصحية والتعليمية، وكانت أقل فسادًا من السلطة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، رفضت إسرائيل وجزء كبير من المجتمع الدولي شرعية حماس، بينما واصلت الحركة شن هجمات متفرقة على إسرائيل. كذلك، فرضت الحكومات الإسرائيلية قيودًا شديدة على التنمية الاقتصادية في غزة وشاركت بانتظام في حملات عسكرية مدمرة في القطاع.