ما دلالات الهجوم على موسكو بهذا التوقيت؟

24 مارس 2024
ما دلالات الهجوم على موسكو بهذا التوقيت؟

بعد أن أعلن تنظيم داعش خراسان مسؤوليّته عن الهجوم الدامي المروع الذي وقع في موسكو مساء الجمعة الماضي، توجّهت الأنظار لهذا التنظيم الخطر.

 

فقد أوضح خبراء أن اسم التنظيم “خراسان”، أتى من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان، وتأسس عام 2015 على يد أعضاء من حركة “طالبان”، وظهر لأول مرة في سوريا والعراق.

 

وأفاد الباحث والأكاديمي العراقي حسام كصاي لـ”العربية.نت”، بأن التوقيت الذي حدث فيه الهجوم الداعشي على موسكو يعيش فيه العالم فوضى خلاقة، تشمل في محيطها الأزمة الروسية – الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة.

وأضاف أن تقييم تلك الأحداث ومجرياتها وفقاً للنظرية البراغماتية يجعل النظر إلى الأحداث يأتي من زاوية المصالح القومية.

بناء على تلك النظرة، رأى الباحث أن الأزمة الروسية – الأوكرانية خلفت أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية.

وفتحت المجال للخرق الأمني الذي أدى لدخول أطراف ربما خارج حسابات المواجهة، معتقداً أن الهجوم الداعشي الأخير قد يكون ردة فعل على فوز فلاديمير بوتين للولاية الخامسة، أي محاولة لتوصيل رسالة لأطراف مناوئة للنظام الاشتراكي بعدم قبول هذا النمط السياسي.

 

ومن هنا لا يستبعد كصاي أن يكون الهجوم محليا روسيا من أطراف معارضة للنظام عبرت عن رفضها بطريقة عسكرية.

كما تابع أن تنظيم “داعش خراسان ليس سوى تنظيم إلكتروني أكثر مما هو ميداني، وهو عبارة عن أيقونات، وروبوتات تتحكم بها أجهزة عن بعد، وبرنامجها العسكري معد مسبقاً لتحقيق أهداف ذرائعية، ولا أحد يعلم من جندهُ، ومن منحه سلطة القتال نيابة عن المسلمين، مضيفا أنه على غرار تنظيم داعش العراق وسوريا ومصر وليبيا قد أعدته أجهزة استخباراتية أجنبية، الهدف منه تحقيق نقطتين جوهريتين على الصعيد الدولي، الأولى: إثبات نظرية الإسلاموفوبيا الخطر الأخضر بأن الإسلام يشكل خطر على أوروبا والعالم، والثاني: ضمان إخضاع دول بعينها للإجراءات الأمنية ومراقبتها ومعاقبتها من قبل الغرب.

واختتم الباحث العراقي كلامه قائلاً إن هذا الهجوم قد يكون مخططا مسبقا وسيناريو معد من قبل لتوجيه الأنظار بعيدا عن أحداث غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنف، وإتاحة الفرصة لإسرائيل من التحرر من قيود الإعلام المعادي لها، لتنفيذ أهدافها في القطاع المحاصر. (العربية)