بعد التحذيرات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي خلال الأيام القليلة الماضية، والتي طالب بها بزيادة الدعم لقواته في وجه التقدم الروسي، كشف ضباط أوكرانيون رفيعوا المستوى جديدا عن سير العمليات العسكرية على الأرض.
فقد تبيّن أن تصريحات الرئيس ما هي إلا جزء من جهد دبلوماسي واسع النطاق يعمل وفقه زيلينسكي للحصول على المساعدات العسكرية التي تحتاجها قواته بشدة، وفقاً لموقع “Politico”.
وأضاف التقرير نقلا عن ضباط أوكرانيين رفيعي المستوى، أن الصورة العسكرية للعمليات على الأرض باتت قاتمة، مشددين على أن هناك خطرا كبيرا من انهيار الخطوط الأمامية حيثما يقرر الجنرالات الروس تركيز هجومهم القادم.
وتابع الضباط بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن التحذيرات الرهيبة التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأيام القليلة الماضية، من خطورة تبعات تأخير الموافقة على الحزمة المتوقفة من المساعدات والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات قريباً، لم تأت من عبث، إذا أن القوات الأوكرانية باتت فعلاً أمام خطر “العودة والتراجع خطوة بخطوة وبخطوات صغيرة”.
كما أكدوا أنه بفضل الوزن الأكبر بكثير من حيث الأعداد والقنابل الجوية الموجهة التي تحطم المواقع الأوكرانية منذ أسابيع، من المرجح أن تكون روسيا قادرة على اختراق خط المواجهة وتدميره في بعض الأجزاء.
أيضاً رأوا أنه لا يوجد شيء يمكن أن يساعد أوكرانيا الآن لأنه لا توجد تقنيات جادة قادرة على تعويض كييف عن العدد الكبير من القوات التي من المرجح أن ترسلها روسيا بالمقابل.
وقال أحد كبار المصادر العسكرية للصحيفة: “ليس لدينا هذه التقنيات، والغرب لا يمتلكها بأعداد كافية”.
إلى ذلك، ذكّر الضباط الأوكرانيون رفيعو المستوى أن الاعتماد على الأخطاء الروسية ليس استراتيجية، منتقدين بشدة ما قالوا إنه “تباطؤ غربي” قائلين إن الإمدادات وأنظمة الأسلحة جاءت متأخرة للغاية وبأعداد غير كافية لإحداث الفارق الذي كان من الممكن أن يحدثوه لولا ذلك.
جاء ذلك بعدما حذر زيلينسكي من أن بعض المدن الكبرى قد تكون معرضة لخطر السقوط.
ولفت التقرير إلى أنه بات واضحاً أن تحذيرات زيلينسكي جاءت كجزء من جهد دبلوماسي واسع النطاق لتحرير المساعدات العسكرية التي تحتاجها قواته بشدة والتي فقدت لعدة أشهر، بدءًا من قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت والطائرات بدون طيار .
في حين أن الحقيقة هي أنه حتى لو تمت الموافقة على الحزمة من قبل الكونغرس الأميركي، فإن إعادة الإمدادات الضخمة قد لا تكون كافية لمنع حدوث اضطراب كبير في ساحة المعركة.
كما من الممكن أن تؤدي مثل هذه النكسة، وخاصة في خضم الحملات الانتخابية في أميركا وأوروبا، إلى إحياء الضغوط الغربية من أجل إجراء مفاوضات من شأنها أن تكون لصالح روسيا بوضوح، وتترك للكرملين الحرية في إحياء الصراع في وقت المستقبل الذي يختاره.