أكد متابعون للشأن الإيراني أن عملية “جيش العدل” ضد قوات الحرس الثوري الإيراني، تحمل رسائل تهديد لطهران في حالة الرد على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق.
واعتبروا في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن العملية التي تمت في محافظة سيستان وبلوشستان هي جزء من حروب الوكالة في المنطقة، في الوقت الذي ذهب فيه البعض الاخر إلى أنها جزء من صراع طويل بين الجماعات المسلحة البلوشية والنظام الإيراني.
وشهدت محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات بين قوات الحرس الثوري والأمن الإيرانية وأعضاء جماعة “جيش العدل” في مدينتي راسك وتشابهار.
وقد نجم عن هذه الاشتباكات مقتل 18 عنصراً من “جيش العدل” و10 من قوات الأمن، ونقل 44 جريحاً إلى مستشفى تشابهار.
رسائل فوضى و”حرب وكالة”
يؤكد الباحث الأفغاني في الجماعات المسلحة، حسين إحساني، أن عملية “جيش العدل” تأتي في سياق إلهاء إيران بالأمن الداخلي وإشعال الجبهة الشرقية.
ويوضح في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هناك فراغ أمنى ونقاط ضعف كبيرة في المنظومة الإيرانية بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيراني، وهو ما سمح لتنظيم جیش العدل باستغلال الفرصة وتنفيد هجوم غير مسبوق على القواعد العسكرية الإيرانية.
في الوقت نفسه لم يستبعد إحساني أن تكون العملية رسالة لإيران مفادها بأنه “في حال ردها على إسرائيل سترى مشهد الفوضى على حدودها وداخل الدولة، من قبل المجموعات المسلحة العرقية في “كردستان إيران” و”بلوشستان “مع إمكانية تحرك المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الإيرانية”.
بدوره يرى الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء محمد عبد الواحد، أن عملية “جيش العدل” مرتبطة بعملية القنصلية الإيرانية بدمشق، موضحا أن الأمن الإيراني يتهم “جيش العدل” ومن قبله تنظيم “جند الله” بالعمالة لإسرائيل وتوظيفه للقيام بعمليات في المنطقة.
امتداد لصراع قديم
ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية وجدان عبد الرحمن، أن دوافع استهداف جيش “العدل البلوشي” لإيران يرتبط بتصعيد الضربات بين الطرفين.
وأوضح في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن العملية تشكل جزء من صراع قديم بين الجماعات المسلحة البلوشية والنظام الإيراني، حيث سبقها عشرات العمليات منذ تأسيس تنظيم “جند الله” حيث كان أبرزها عملية وقعت في أكتوبر 2009 في جنوب شرق إيران، وأسفرت حينها عن سقوط قتلى بينهم 15 من عناصر الحرس الثوري.
ويعتقد عبد الرحمن، أن العملية لن تكون الأخيرة في ظل قدرة المجموعات المسلحة البلوشية على التخفي في الجبال على الحدود الإيرانية الباكستانية، وهي المناطق التي يصعب على طهران القضاء فيها على هذه المجموعات المسلحة لطبيعتها الوعرة التي يلجأ إليها التنظيم وقدرته على التخفي. (سكاي نيوز)