بعد نصف سنة بالضبط منذ بدء الحرب، صحيفة إسرائيل هيوم، تدعو المسؤولين في الكيان لإعادة التفكير في مسارهم في ظل الفشل في تحقيق أهداف الحرب وغياب استراتيجية واضحة في التعامل مع كلّ الملفات والجبهات.
وقالت صحيفة إسرائيل هيوم، اليوم، إنّه بعد انقضاء 6 أشهر تماماً من الحرب، فإنّ كلّ الأهداف التي أعلنتها إسرائيل فشلت في تحقيقها، وانتقدت أداء حكومة الاحتلال داعيةً إلى “إعادة حساب المسار”.
ولفتت، في تقرير كتبه محلل الشؤون العسكرية فيها يوآف ليمور، إلى أنّ إسرائيل لم تفشل فقط في قطاع غزّة، بل إنها أيضاً لا تستطيع حلّ الأزمة عند الجبهة مع لبنان لا عسكرياً ولا دبلوماسياً، وكذلك مع إيران، متسائلةً “هل لدى الحكومة أي استراتيجية في أي مجال؟”
وتم تحديد هدفين رئيسيين للحرب: الأول هو “تقويض حماس”، والثاني هو إعادة الأسرى. مقتل الأسير إلعاد كاتسير هو دليل على الفشل المدوي في قضية الأسرى، تم أسره حياً، ونشر آسروه مقاطع فيديو له في الأسر مرتين قبل أن يموت، ولو كانت المفاوضات قد أجريت بشكل أكثر نجاعة، وخاصة في المراحل الأولى من المعركة، لربما كان كاتسير على قيد الحياة اليوم، ومثله كثيرين من الأسرى الآخرين.
في الكثير من المراحل، فضلت إسرائيل الضغط العسكري على إجراء مفاوضات، بحجّة أنه كلما تم حشر حماس في الزاوية، كلما كانت شروطها أكثر مرونة إلا أن هذه المقاربة فشلت.
وينبع التأخير في إكمال الحرب على غزة من الفشل المدوّي من جانب الحكومة في إدارة الجزء السياسي – الاستراتيجي من المعركة، بقيت إسرائيل بعد 6 أشهر أكثر عزلة من أي وقت مضى، وعرضة بشكل خطير لمقاطعة وعقوبات وإجراءات قانونية ضد كبار مسؤوليها وضباطها. الأسباب الرئيسية لذلك هي القرار المتهور بمواجهة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وعدم الرغبة في التعامل مع قضية “اليوم التالي في قطاع غزة”، وتصريحات وزراء وأعضاء “الكنيست” المؤيدة لطرد سكان القطاع وإعادة الاستيطان، خلافاً لموقف الحكومة والوعود الصريحة التي أعطيت للمجتمع الدولي.
ليس فقط في غزة تحصل الحكومة على درجة رسوب، في الساحة الشمالية، لا يوجد أفق لحل عسكري أو دبلوماسي يُبعد حزب الله عن السياج حتى يتمكن الأشخاص المخلون من العودة إلى المنطقة الحدودية. كذلك تفاقم الوضع في كل الجبهات الأخرى، وفي هذه الأيام أيضاً بشكل مباشر مع إيران، بما يثير التساؤل بشأن ما إذا كان لدى الحكومة أي استراتيجية في أي مجال.
منذ 7 تشرين الأول، ساء وضع “إسرائيل” من كل زاوية: الانهيار الدبلوماسي والضائقة الاقتصادية والتعقيد الأمني والانقسامات الاجتماعية والسياسية، يستلزم ذلك تركيز الأهداف والجهود من أجل تحقيق الاستقرار في السفينة. لكن للأسف، بدلاً من ذلك فإن الحكومة منهمكة بمشاجرات صبيانية في السياسة والوجاهة، واختار “الكنيست” الدخول في عطلة في مظهرٍ مدوٍ من الانفصال عن الواقع.
( الميادين)