كيف ستردّ من دون أن تفقد رأسها؟

12 أبريل 2024
كيف ستردّ من دون أن تفقد رأسها؟


بشكل واضح جدًا، باتت الإشارات التي أرسلتها إيران إلى الولايات المتحدة شبه مؤكّدة، بحسب ما كشفت سابقا مصادر مطلعة، ملمحة إلى نيتها عدم التصعيد كثيراً بردها المرتقب على الضربة الإسرائيلية التي طالت قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الحالي.

لكنها اشترطت بعض الأشياء مقابل “ترويها” هذا وفق ما أكدت مصادر إيرانية مطلعة، من ضمنها وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة القابع منذ السابع من أكتوبر الماضي تحت النار الإسرائيلية، فضلاعن إعادة إحياء محادثات الاتفاق النووي المجمدة منذ ما يقارب السنتين.

وتعليقا على تلك المطالب، قال خبراء في الدبلوماسية الإيرانية إن مثل هذه المطالب الصارمة من طهران تمثل نموذجا للنهج المتشدد الذي تتبعه عامة في المفاوضات.

لكن الاتصالات أشارت، على الرغم من هذا، إلى اهتمامها بتفادي صراع كبير.

ورأى جريجوري برو، المحلل في مجموعة أوراسيا، أن المرشد الإيراني علي “خامنئي محاصر في معضلة إستراتيجية”، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

كما أضاف أنه “يتعين على إيران أن ترد لاستعادة الردع والحفاظ على مصداقيتها وسط حلفائها في جبهة المقاومة” في إشارة إلى الميليشيات والجماعات المسلحة الي تدعمها في المنطقة.

لكنه اعتبر من ناحية أخرى، أن “أي رد قوي لاستعادة الردع سيعرضها على الأرجح إلى رد فعل إسرائيلي أكبر وأكثر تدميرا، بمساعدة من الولايات المتحدة، لأن الأخيرة ملتزمة بدعم إسرائيل إذا تعرضت لهجوم”.

من جهته، رأى علي فائز، من مجموعة الأزمات الدولية، “وقف إطلاق النار في غزة قد يمنح إيران مخرجا يحفظ ماء وجهها، لأن بوسعها أن تجادل بأن تهديدها العسكري المباشر ضد إسرائيل كان العنصر المفقود لتحقيق ذلك. لكن قد لا تتوافق الاحتمالات ولا التوقيت”.

كما اعتبر أن معضلة إيران تكمن في “إيجاد طريقة للانتقام بطريقة تحفظ ماء وجهها دون أن تفقد رأسها”.

وأضاف أن “التنبؤ بتصرفات إسرائيل أصعب من التنبؤ بتصرفات أميركا، كما أن المخاطر أعلى، لذا من الواضح أن خامنئي يشعر بالقلق من أنه بدلا من تحقيق التأثير الرادع الذي قد يأمل به، قد لا يؤدي هجوم على إسرائيل إلا إلى إذكاء تصعيد مضاد ربما كان يأمل في تجنبه”.(العربية)