بات مصير المفاوضات الرامية إلى تحقيق “هدنة” في غزة، “مجهولاً”، بعدما سلمت حركة “حماس” ردها إلى الوسطاء، مؤكدة تمسكها بمطالبها، وهو ما عدَّته إسرائيل “رفضًا” للمقترح الأميركي، وسط توترات إقليمية متصاعدة جرَّاء الضربات الإيرانية لإسرائيل.
في السياق، قال مصدر قيادي في حماس إن التراجع الأميركي المستمر في طروحاته يشكّل انحيازا لإسرائيل، وهو الأمر الذي أدى لأزمة بمفاوضات صفقة التبادل.
وأضاف المصدر إن الحركة قدمت رؤية للصفقة مستندة لورقة الوسطاء بمن فيهم واشنطن بناء على ورقة باريس الثانية، مشيرا إلى أن واشنطن تبنت الموقف الإسرائيلي كاملا بعد رفض إسرائيل لورقة حماس، وهو الأمر الذي لن يجلب صفقة بل سيزيد من حالة التصعيد.
وشددت الحركة على أن ما وصفته بتراجع واشنطن المستمر في طروحاتها انحيازا للإسرائيلين، هو سبب الأزمة في المفاوضات.
تصريحات لا تبعث بأي إشارة إيجابية تنعش الآمال في تجاوز العراقيل والاشتراطات المعقدة، وبلوغ الصفقة المنشودة. ومع ذلك، جهود الوسطاء، مازالت مستمرة.
من جانبه، يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أيمن الرقب في حواره مع “سكاي نيوز عربية”، إلى أنّ “فرصة التوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات لاتزال سانحة خاصة مع وجود الوسطاء، رغم وجود غموض في المقترح الأميركي وفي المرحلة الثانية للمفاوضات”.
وأضاف: “حماس تحتاج مزيدًا من الوقت للبحث عن بقية الرهائن المدنيين المحتجزين لدى فصائل مختلفة في قطاع غزة، بالاضافة إلى إعلان قطر ممارستها لمزيد من الضغوطات على حماس بناء على الطلب الأميركي والإسرائيلي من ضمنها إدخال الأموال لغزة عبر تل أبيب خلال سنوات سابقة قبل أحداث السابع من تشرين الأول”.
بالتوازي، يقول الرقب أن قطر تسعى إلى توفير الدعم للشعب الفلسطيني رغم الظروف المعقدة، كما وجهت رسالة إلى بنيامين نتنياهو والإسرائيليين بعدم ممارسة ضغوطات عليها، مشيرًا إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق شبيه لمفاوضات تشرين الثاني من شأنه أن يفكك الأزمة بشكل أساسي للوصول إلى تهدئة. هذا عدا عن حاجة الطرفين إلى هدنة لالتقاط الأنفاس.
وأكّد أن المقاومة لا تمتلك اليوم سوى ورقة الأسرى كورقة رابحة حتى لا تذهب الأمور نحو منحى صعب في القطاع، كما تحرص المقاومة على تحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية من عمق المدن كسقف أدنى لمطالبها. (سكاي نيوز عربية)