هل إيران قادرة على دخول حرب شاملة مع إسرائيل؟

23 أبريل 2024
هل إيران قادرة على دخول حرب شاملة مع إسرائيل؟

ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أن “المواجهة المتبادلة بين إسرائيل وإيران أثارت مخاوف بشأن التصعيد الذي سيجر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة. ويظل مثل هذا السيناريو غير مرجح لأن لا إسرائيل ولا إيران ستستفيدان من صراع شامل. ولكن في حين تشعر إسرائيل بالجرأة، فإن إيران تقف في موقف دفاعي.إن مصلحة إيران الأساسية هي الحفاظ على نفسها، فهي تريد حماية منشآتها النووية داخل إيران، وأصولها في الشرق الأوسط، وخاصة الجماعات المسلحة التي تدعمها، وأهمها حزب الله. وتستمر القيادة الإيرانية في الزعم بأنها لم توجه ولم تبلغ بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، لأنها لا تريد أن تستهدفها إسرائيل وحلفاؤها، أو أن تنتقم بطريقة من شأنها أن تؤدي إلى تآكل نفوذ إيران في المنطقة”.

 

وبحسب الصحيفة، “بغض النظر عن طبيعة تورط إيران في الهجوم غير المسبوق الذي تشنه حماس، فإن إيران تعتبر داعماً مالياً وعسكرياً رئيسياً لحماس وتتحمل جزءاً من المسؤولية عن تصرفات الحركة. كما أن إيران ترعى العديد من الجماعات العاملة في كل انحاء الشرق الأوسط، بما فيهم الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، وعدد لا يحصى من الجماعات المسلحة في سوريا والعراق. وفي أعقاب أحداث 7 تشرين الأول، وبمباركة إيران، شارك هؤلاء الوكلاء بنشاط في أنشطة عسكرية مناهضة لإسرائيل. ولم يستخدم أي من هؤلاء الوكلاء الآخرين موارد كبيرة في القتال المستمر مع إسرائيل، إنما كانت مشاركتهم محدودة. وإلى جانب الخطاب الإيراني المستمر الذي ينأى بنفسه عن المسؤولية عن أحداث 7 تشرين الأول، فإن النطاق الضيق لعمل تلك الجماعات المدعومة من إيران يظهر أن الأخيرة في موقف دفاعي وليس هجوميا”.

 

وتابعت الصحيفة، “في حين تنخرط إسرائيل في هجوم واسع النطاق على حماس، أحدث دماراً هائلاً في غزة، فإنها ترد على الهجمات التي يشنها وكلاء إيران الآخرون من خلال الانتقام الاستراتيجي. وقد استهدفت ضرباتها على وجه التحديد وقتلت ما يقرب من 300 من مقاتلي حزب الله. أما في سوريا، فتهاجم إسرائيل مستودعات الأسلحة والقواعد العسكرية للجماعات المدعومة من إيران. إن الأضرار التي سببتها إسرائيل في تلك الهجمات تتجاوز بكثير التكلفة التي ألحقها الوكلاء المدعومين من إيران بإسرائيل.ويظهر هذا الرد الاستراتيجي أن إسرائيل لا تحتاج إلى استخدام القوة الشاملة لمحاولة إضعاف الجماعات المدعومة من إيران في أماكن مثل سوريا ولبنان”.

 

وأضافت الصحيفة، “في لبنان، تمكنت إسرائيل من ضرب قادة حزب الله. ومن خلال إظهار معرفتها بالأهداف المرتبطة بإيران ووسائل الوصول إليها، تبعث إسرائيل برسالة قوية إلى طهران أنها معرضة للمراقبة الإسرائيلية، وهذا يحد بشكل كبير من مدى استعداد إيران لتصعيد مشاركتها في الحرب ضد إسرائيل. وقد تم بشكل أكبر تأكيد ضعف إيران عندما شارك حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في العملية الدفاعية ضد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في 13 نيسان. وفي حين يمكن لإسرائيل أن تتباهى بحصولها على مثل هذا الدعم الخارجي القوي، فإن إيران ووكلاءها هم وحدهم في الأساس”.

 

وبحسب الصحيفة، “تحرص طهران ووكلاؤها على حفظ ماء الوجه.بعد 7 تشرين الأول، حثت إيران وكلاءها على التحرك لأن مؤيديهم ومعارضيهم على حد سواء توقعوا منهم أن يفعلوا شيئاً بعد هذه الخطوة الدراماتيكية التي اتخذتها حماس. كان بإمكانهم زيادة الضغط على إسرائيل من خلال عمل جماعي كبير، لكن إيران لم تطلب منهم اتباع هذا الطريق. إن الدافع الرئيسي لإيران وراء مشاركتها هو تقديم صورة لنفسها كقائد لما يسمى “محور المقاومة” الذي يقف في وجه إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم. وحفظ ماء الوجه هو أيضًا أحد أسباب اختيار إيران مهاجمة إسرائيل بطائرات من دون طيار وصواريخ في 13 نيسان ردًا على الهجوم الإسرائيلي على دمشق في 1 نيسان. ولم تنخرط إيران في عمليات انتقامية رفيعة المستوى بعد أن اغتالت الولايات المتحدة قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق عام 2020″.

 

وتابعت الصحيفة، “إن الانتقام الإيراني في 13 نيسان أظهر لإسرائيل ما يمكن أن تفعله إيران، ولكن دون الضغط على إسرائيل أكثر من اللازم. واللافت أن بيان البيت الأبيض حول هجوم إيران في لم يُدرج لبنان في قائمة الدول التي شاركت فيها الجماعات المدعومة من إيران في الهجوم، فقد أدركت إيران أن تورط حزب الله في تلك الحادثة بالذات من شأنه أن يثير تصعيدًا تريد تجنبه ويخاطر بتقويض أهم أصولها الإقليمية. إن استهانة إيران بالهجوم اللاحق على أصفهان في 19 نيسان، والذي يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، يتماشى مع رغبتها في الحد من المواجهة المباشرة مع إسرائيل. وتعرف إيران أن إسرائيل باستهداف أصفهان بالقرب من المنشآت النووية تبعث لها برسالة حول ما يمكن لتل أبيب أن تفعله وإلى أين يمكن أن تصل”.

 

وختمت الصحيفة، “الصورة الكبيرة تظهر أن يدي إيران مقيدة،وستستمر إسرائيل في استغلال هذا الضعف لإحراجها أكثر ومحاولة شل وكلائها تدريجياً”.