هجوم بوتين الساحق الجديد قد يكون بمثابة نهاية أوكرانيا

3 مايو 2024
هجوم بوتين الساحق الجديد قد يكون بمثابة نهاية أوكرانيا


رأت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشكو من الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ولكن من المشكوك فيه أن تتمكن روسيا من مواصلة هجومها العسكري من دون المساعدة التي تتلقاها من مجموعتها المتنوعة من الأصدقاء. فروسيا تتلقى الصواريخ من كوريا الشمالية والطائرات المسيّرة من إيران وكمية هائلة من المساعدة الفنية من الصين. وفي أحدث مؤشر على الدعم الذي تتلقاه موسكو في جهودها الحربية في أوكرانيا، خلص فريق من محققي الأمم المتحدة إلى أن حطام الصاروخ الذي سقط في مدينة خاركيف الأوكرانية في الثاني من كانون الثاني كان من سلسلة الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية هواسونغ-11”.

Advertisement

وبحسب الصحيفة، “زودت بيونغ يانغ هذا السلاح لموسكو، على الرغم من خضوع كوريا الشمالية لمجموعة واسعة من العقوبات المفروضة في عام 2006 بسبب برامجها الباليستية والنووية. علاوة على ذلك، سيكون الصاروخ جزءًا من شحنة ضخمة من الأسلحة التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى روسيا في الأشهر الأخيرة، حيث يقدر مسؤولو الأمن في كوريا الجنوبية أنه تم إرسال ما يقرب من 7000 حاوية شحن مليئة بالصواريخ وقذائف المدفعية والذخيرة الأخرى منذ كانون الأول. وأصبحت الطائرات من دون طيار الإيرانية أيضًا سمة مألوفة في ساحة المعركة الأوكرانية، حيث تستخدمها القوات الروسية بانتظام لشن هجمات جماعية ضد البنية التحتية الأوكرانية الرئيسية. وعلى النقيض من ذلك، يركز دعم الصين لجهود بوتين الحربية بشكل أكبر على مساعدة روسيا في إعادة بناء قاعدتها الصناعية العسكرية إلى مستوى لم تشهده منذ العصر السوفييتي”.
وتابعت الصحيفة، “خلص التقييم الأخير الذي أجرته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى بكين الشهر الماضي إلى أن الصين توفر كميات كبيرة من الأدوات الآلية، ومحركات الطائرات من دون طيار والمحركات النفاثة، وتكنولوجيا صواريخ كروز، فضلاً عن مساعدة الروس على توسيع قدراتهم الفضائية في ساحة المعركة الأوكرانية. وتقوم المنظمات الصينية والروسية أيضًا بتنسيق الجهود لتطوير إنتاج الطائرات المسيّرة داخل روسيا. وكما علق بلينكن في أعقاب زيارته غير الحاسمة، فإن الصين “توفر المكونات التي تحرك حرب روسيا العدوانية الوحشية ضد أوكرانيا”، والتي بدونها كان من المشكوك فيه أن يتمكن الكرملين من الحفاظ على العمليات العسكرية عند مستواها الحالي”.
وأضافت الصحيفة، “من المؤكد أن المساعدة التي تتلقاها روسيا من هذا التحالف من الدول المعادية تخلف تأثيراً ملموساً على ساحة المعركة، حيث وصف كبار مسؤولي الأمن الأوكرانيين محنة أوكرانيا مؤخراً بأنها “يائسة”. علاوة على ذلك، لا يبدو أن هذا الوضع الخطير قد تحسن إلى حد كبير، على الرغم من تأكيد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا، مؤخراً التزامهم بمعالجة حاجة كييف الماسة إلى ذخائر إضافية. وقد حدد الروس مدينة تشاسيفيار باعتبارها هدفهم الاستراتيجي التالي في شرق أوكرانيا بعد استيلائهم على أفدييفكا في شباط، ويعتقدون أن الاستيلاء عليها سيسمح لهم بالسيطرة على مناطق أخرى واستهداف البلدات والمدن الواقعة إلى الغرب. ويشير القادة الأوكرانيون على الأرض إلى أنهم نجحوا في صد هجوم سابق في المنطقة شنته مجموعة فاغنر بسبب توفر الإمدادات الكافية من قذائف المدفعية والصواريخ البعيدة المدى، لكن قدرة الأوكرانيين على صد هجوم روسي آخر معرضة لخطر شديد إذا لم يتم توفير المزيد من الإمدادات من الأسلحة في وقت قريب جدًا”.
وبحسب الصحيفة، “يثير النقص الذي تواجهه القوات الأوكرانية في الشرق قلقاً أكبر نظراً لأنه يقال إن الروس يقومون بتجميع قوة قوامها 150 ألف جندي لشن هجوم جديد في الأشهر المقبلة. علاوة على ذلك، فإن احتمال تحقيق روسيا لمزيد من المكاسب، سوف يتعزز بشكل كبير من خلال حقيقة أن الروس لا يزالون يتمتعون بالتفوق الجوي، مع عدم وجود أي علامة حتى الآن على أن مقاتلات إف-16 الموعودة منذ فترة طويلة، والتي طلبها الأوكرانيون لأول مرة قبل 18 شهرًا، أصبحت جاهزة للعمل. وفي وقت يعتقد زعماء الغرب أن مساعدة أوكرانيا على تحقيق النصر أمر بالغ الأهمية لتأمين مستقبلهم في الأمد البعيد، فإن المحنة الحالية التي تواجهها القوات الأوكرانية ليست مجرد مسألة مثيرة للقلق. وينبغي أن يعمل ذلك على تحفيزهم على التحرك، والتأكد على وجه السرعة من أن كييف تمتلك القوة النارية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها”.
وتابعت الصحيفة، “كما يُظهِر التحالف الذي شكلته موسكو لدعم جهودها الحربية في أوكرانيا بشكل واضح، فإن الصراع، من وجهة نظر الغرب، لم يعد حرباً ضد روسيا، إنما حرب ضد مجموعة قوية من الأنظمة غير الديمقراطية التي، بطرقها المختلفة، تعارض تمامًا مفهوم الديمقراطية الغربية الليبرالية. وكما يجب حرمان روسيا من النصر في أوكرانيا، فلابد أيضاً من مقاومة محاولات إيران لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، ورفض خطة الصين لغزو تايوان”.