قاتل خفي يتغلغل في أوساط نازحي غزة.. تحذيراتٌ من أمور خطيرة!

4 مايو 2024
قاتل خفي يتغلغل في أوساط نازحي غزة.. تحذيراتٌ من أمور خطيرة!

تتواصل الحرب في غزة، مقتربة من إتمام شهرها السابع، وسط أوضاع إنسانية صعبة في أنحاء القطاع.

حرارة مرتفعة

ارتفعت درجة الحرارة في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، إلى 39.1 درجة مئوية (102 فهرنهايت) في 24 نيسان، أي أعلى بمقدار 14 درجة مئوية من متوسط الثلاثين لنفس التاريخ العام الماضي.

وانخفضت درجة الحرارة بعد يومين وظلت طبيعية موسمياً، ولكن المشكلة هي أن الموسم يتغير، وقد يجلب الصيف درجات حرارة أعلى بكثير من موجة الحر الاستثنائية في شهر نيسان، وفق ما ذكر تقرير “بلومبرغ”.

وقال توماسو ديلا لونجا، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) إن “ذلك يضيف طبقة إضافية من المعاناة إلى الوضع الإنساني الكارثي بالفعل، ففي خيام اللاجئين البلاستيكية المؤقتة، يبدو الأمر مثل العيش في دفيئة”.

“القاتل الخفي”

وأثار ارتفاع درجات الحرارة في شهر نيسان شبح ما يطلق عليه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر “القاتل الخفي” لتغير المناخ.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن طفلين على الأقل توفيا لأسباب تتعلق بالحرارة.

كذلك، توفيت الشابة الفلسطينية لارا الصايغ (18 عاماً) في موجة الحر أثناء مغادرتها غزة.

وعلى بعد ما يزيد قليلاً عن 100 كيلومتر (63 ميلاً) فوق الساحل، حطمت تل أبيب رقماً قياسياً للحرارة في أبريل، وطلب عشرات الأشخاص المساعدة الطبية.

وبدأ أكثر من مليون شخص الانتقال إلى رفح، المتاخمة لمصر وصحراء سيناء، بعد فرارهم من منازلهم في وسط وشمال قطاع غزة في تشرين الأول.

وخاضت إسرائيل حرباً استمرت سبعة أشهر بعد هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 240. في المُقابل، استُشهد أكثر من 34 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي، وفقاً لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

ومع اقتراب فصل الصيف، يشعر الفلسطينيون ومنظمات الإغاثة بقلق متزايد بشأن الخطر الإضافي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة والذي يتفاقم بسبب تغير المناخ.

ختام الدادلة (40 عاماً)، تعيش في خيمة مع زوجها وأطفالها الستة منذ أشهر، وتقول في مقابلة عبر الهاتف إن موجة الحر في نيسان كانت “مقدمة لما ينتظرنا في الصيف، إذ لا توجد شبكة صرف صحي، في حين أن مياه الصرف الصحي التي تخرج من الحمامات تذهب إلى حفرة في التراب”.

 

وقال الدادلة إن مياه الصرف الصحي تتسرب في الأزقة بين الخيام، وتنبعث منها رائحة “خانقة وتجذب البعوض ليلاً والذباب نهاراً”.

مخاوف من كارثة

من جهتها، قالت لويز ووتردج، مسؤولة الاتصالات في الأونروا في رفح، إن حرارة الصيف ستجلب أيضاً الفئران والجرذان الناقلة للأمراض، وأضافت: “الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) يشكلان مصدر قلق”.

وتكمل ووتردج: “لا يوجد مكان للتخلص من القمامة بشكل آمن، هناك أشخاص يعيشون تحت هذه الصفائح البلاستيكية في هذه البيئة غير المستقرة للغاية، لن يتحسن الأمر على الإطلاق”.

وفي منطقة الحرب، عادة ما تكون درجات الحرارة أقل أهمية، بعد السلامة والغذاء والمأوى، ولكن عندما ترتفع إلى مستويات متطرفة، فإنها تصيب الضعفاء أولاً.

وقال أندرو بيرشينج، نائب الرئيس للعلوم في مؤسسة المناخ المركزية البحثية غير الربحية، إن الحرارة في غزة في الأسبوع الأخير من شهر نيسان كانت “شديدة بشكل خاص”.

وأضاف: “كانت الارتفاعات اليومية مهمة وبالتأكيد مرهقة وجديرة بالملاحظة، لكن درجات الحرارة ليلاً هي المكان الذي نرى فيه أقوى الإشارات إلى تغير المناخ”.

الاحتباس الحراري

وأحد أخطر تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري هو أن درجات الحرارة ترتفع في الليل بشكل أسرع منها في النهار، مما يحرم الناس من القدرة على التبريد أثناء موجات الحر.

وأشرف بيرشينج على تطوير مؤشر التحول المناخي، وهي أداة تحسب وترسم خريطة تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة على درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.

وقال بيرشينج إن انبعاثات الغازات الدفيئة أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة ليلاً في غزة في 24 و25 نيسان إلى خمس مرات.

ويعد الشرق الأوسط أحد أكثر أجزاء الكوكب سخونة بسرعة، وخلص فريق دولي من العلماء في عام 2022 إلى أن درجات الحرارة في المنطقة ترتفع بمعدل أسرع مرتين من المتوسط العالمي.

وقالت لويز ووتردج إن الناس في رفح يعيشون في ملاجئ مؤقتة تزيد من سوء الحرارة بدلاً من حماية الناس منها.

ومع توفر عدد قليل جداً من الخيام، يعيش الناس تحت إطارات خشبية مصنوعة يدوياً ومغطاة بأغطية بلاستيكية، يتم الحصول عليها أحياناً من أكياس الدقيق التي يوزعها عمال الإغاثة.

وقالت ختام الدادلة إن المحنة في رفح صعبة بشكل خاص على النساء، لأن “أعراف مجتمعنا تفرض عليهن قضاء معظم اليوم داخل خيامهن، يمكن للرجال خلع بعض الملابس، لكننا لا نستطيع ذلك.

وتشير ووتردج إلى أن اللاجئين يمكنهم الحصول على المياه من محطة تحلية المياه على بعد مسافة طويلة من المخيمات، ويمكن لبعض الناس دفع ثمن المياه التي يتم توصيلها عن طريق الحمير”. (24)